تهنئة مرفوعة من سفير صاحب الجلالة بهولندا،السيد ”عبدالوهاب بلوقي” الى الجالية المغربية و الشعب المغربي خاصة بمناسبة الذكرى الـ 65 لعيد الاستقلال المجيد

فيما يلي نص برقية التهنئة:

أخوات والإخوة الكرام، السلام عليكم.

بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لعيد الاستقلال المجيد والتي تصادف يوم 18 نوفمبر2020، يسعدني ويسرني أن أهنئ بحرارة كافة المواطنات والمواطنين المغاربة النشامى بهذا الحدث الميمون، الذي يتميز برمزية خاصة لما يحمله من قيمة تاريخية كبرى ودلالات عميقة لكفاح الشعب المغربي الأبي من أجل استقلال وطننا العزيز وتحرره من براثين الاستعمار الغاشم.

إن الاحتفال السنوي بهذه الذكرى المباركة لهو دائما منبع افتخار واعتزاز للمغرب والمغاربة بتاريخهم الحافل وجهود أباءهم وأجدادهم دفاعا عن حريتهم وكرامتهم، وصونا لمقدساتهم الوطنية. لقد تحقق استقلال المغرب بعد كفاح مرير، تم منذ البداية في تلاحم تام بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الأبي، من خلال مقاومة وطنية صامدة، التي أبانت عن نضال منقطع النظير، وبطولة مثلى في سبيل عزة الوطن واستقلاله.

إن الحرية التي نتمتع بها اليوم، هي نتاج للتضحيات والشجاعة ونكران الذات والغيرة الوطنية التي تميز بها المقاومون آنذاك، وسنبقى دائما مدينون لهم وسنستحضر باستمرار وباعتزاز وتقدير كفاحهم المشرف، بمناسبة تخليد ذكرى عيد الاستقلال المجيد. عيد الاستقلال مناسبة عظيمة تدعو إلى التأمل في رسالاته والوقوف على الأطوار والمراحل التي مر بها الوطن بكل عزم وحزم وثقة وثبات. مناسبة تحمل دلالات ومعاني تجعلنا نستخلص العبر والدروس التي تحفزنا كمغاربة على بناء بلادنا ورسم مستقبلها. هي مناسبة سانحة لغرس روح المواطنة الحقة وحب الوطن، في قلوب الأجيال الناشئة. في ذكرى عيد الاستقلال هذه، يجب أن نشيد مرة أخرى بملاحم أبطالنا وشهدائنا الأبرار الذين قدموا تضحيات جسام من أجل حريتنا واستقلالنا ووحدتنا ومن أجل شرف علمنا الوطني المظلة الآمنة والمحتضنة لكل المغاربة الغيورين على وطنهم.

لقد صنعوا الأمجاد حتى يبقى علمنا خفاقا مرفرفا في أعالي العلا. كما ينبغي أن نستحضر تضحياتهم ونحن نبذل جهودا مشتركة لما فيه مصلحة وخير وكرامة بلدنا والمضي قدما على درب تحقيق النمو والازدهار في كل المجالات، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله. إن هذا الشعور بالوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية هو الذي يؤسس لقوتنا وثباتنا لكسب معركة التنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي، والانخراط في الإصلاحات الاستراتيجية الجارية في المغرب، في ظل السياسات الرشيدة لصاحب الجلالة التي توفر كل أسباب التقدم والرفاه والازدهار والسلام والكرامة والعزة لكافة الشعب المغربي.

لقد وقف الشعب المغربي دائما صفا واحدا وصمد أفراده جنبا الى جنب وانتفضوا في تلاحم تام مع العرش العلوي المجيد لإحقاق الحق وإزهاق الباطل. وهذا الصمود والتلاحم مطلوب اليوم من كل المغاربة، أين ما كانوا، وأكثر من أي وقت مضى. فالخصوم يتربصون ببلادنا ليل نهار، وينفقون ثروات شعوبهم للمس بوحدتنا الترابية المقدسة، وأمننا وأماننا واستقرار بلادنا. وبعد الانتصارات الدبلوماسية لبلادنا واعتراف المجتمع الدولي بجدية ومصداقية وواقعية المخطط المغربي لمنح الحكم الذاتي لأقاليمنا الجنوبية، فإننا نواجه تصعيدا لا مثيل له من طرف أعداء الوطن، الشيء الذي يتطلب التعبئة المستمرة لكل المغاربة لمناصرة قضايانا المصيرية وحقوقنا المشروعة. ولهذا، يجب أن تتواصل بنفس الحماس والتضحيات ووحدة الصف ملحمة الدفاع عن بلادنا، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله وأيده.

إن التحديات التي تواجه بلادنا اليوم تفرض علينا جميعا التحلي باليقظة العالية والصمود الدائم لإفشال جميع المآمرات الدنيئة التي تستهدف المغرب والمغاربة. وإن الأفعال الشنيعة التي قام بها الانفصاليون في معبر الكركرات هي إحدى فصول تلك المآمرات، وتصدت لها قوات الجيش الملكي بحكمة وبسالة وفعالية. وأعادت الأمن والأمان لتلك المنطقة وتم استئناف عبور الأشخاص والسلع بين المغرب وعمقه الإفريقي في انسيابية وسكينة وراحة البال. فتحية تقدير واعتزاز وإجلال وإكبار لجيشنا الباسل المرابط بالأقاليم الجنوبية دفاعا عن حوزة الوطن الغالي ووحدته الترابية المقدسة. ولقد كان تصرف المغرب أمام هذا التحدي محط تقدير واحترام ودعم من طرف دول شقيقة وصديقة كثيرة ومن الشعوب المحبة للسلام عبر العالم. وأظهر المغرب للمجتمع الدولي أنه بلد السلم والسلام، والرزانة والتهدئة، الذي يحتكم للشرعية الدولية لحل النزاعات ويحترم قيم حسن الجوار ومبادئ السلوك الدولي القويم والمسؤول. والمغرب هو أيضا البلد الذي لا يساوم على حقوقه المشروعة ويتشبث بمقدساته وثوابته مهما بلغ الثمن. وإن شاء الله، في كل الأعياد المجيدة والشعب المغربي الطيب الأصيل بألف خير والمغرب من طنجة إلى لكويرة عالي المكانة وقوي الوحدة ومكرم بثوابته ومقدساته. أدام الله على وطننا الغالي نعمة الأمن والأمان والسلم والسلام وموفور التقدم والازدهار.

مع أغلى المتمنيات وخالص التحيات.

السفير عبدالوهاب بلوقي


قد يعجبك ايضا