الطنجية المراكشية الطبق العريق و الأصيل الذي تجاوز الحدود المغربية ليصل للعالمية

لا يمكن أن يختلف شخصان مغربيان على كون الطنجية من الأطباق المراكشية التقليدية العريقة، وهي جزء لا يتجزأ من الثقافة والهوية المغربية عامة والمراكشية على وجه الخصوص، فالطنجية تعتبر تلك الأكلة المميزة التي ذاع صيتها لتجاوز حدود المغرب ويطرق أبواب العالمية، وذلك لمذاقها الرائع ولذتها التي لا تقاوم أبدا ، لا سيما لدى السياح الأجانب الذين يقبلون على تناولها بمجرد أن تطأ أقدامهم العاصمة الحمراء.

الطنجية المراكشية من القواعد الأساسية لتكتمل الزيارة بالمدينة الحمراء

وتعتبر الطنجية من الأمور الضرورية والمهمة التي يجب ألا تنساها أثناء تواجدك في المدينة، فعندما تنسى أو تتجاوز عن عملية تناولها، فهنا تكون قد كسرت إحدى القواعد الأساسية التي يجب تطبيقها حتى تكتمل زيارتك إلى مدينة السبعة رجال، لهذا تجدها ذات شهرة كبيرة وواسعة ، حيث تتجاوز شهرتها وصيتها شهرة أهم الشخصيات في المدينة، فطبق الطنجية أصبح معروفا لدى السياح الأجانب الذين يطلبون تذوقها في مختلف المطاعم التي يقصدونها في المدينة الحمراء وذلك لما يتميز به من خصائص تتقدمها اللذة الرائعة والتي لن تجدها في غيرها من الأطباق التقليدية المغربية ، فهذا الطبق الخاص بمدينة مراكش، يكون تحضيره من اختصاص الرجال وليس النساء ، كما أنه يتنوع بين طبق الطنجية بلحم البقر أو لحم الغنم أو الماعز أو بالدجاج أو لحم الديك الرومي ، ويحتاج أيضا إلى الكثير من البهارات والتوابل والمراحل في إعداده قبل أن يكون جاهزا ليقدم لعشاقه ، كما أن هذا الطبق المميز يصبح المفضل لدى المراكشيين في شهر رمضان بشكل كبير.

الطنجية طبق عريق يتوارثه المراكشيون من جيل إلى آخر 

وتعتبر الطنجية من اللمسات التقليدية المميزة التي تشتهر بها مدينة مراكش والتي لا يمكن أن تختفي أو تتغير بطبق آخر ، أو يمكن الاستغناء عنها فهي تدخل ضمن العادات والتقاليد وثقافة المدينة الحمراء، وثقافة بهجاوة الذين يستغلون في كل وقت فرصة التجمع ببعضهم البعض لتحضير هذا الطبق الذي لا يمكن تناوله بشكل فردي، فمن خصائصه الرائعة هو تناوله مع الجماعة وسط جو يسوده الضحك والمرح وروح الدعابة التي يتميز بها المراكشيون عن غيرهم .

الطنجية من الأطباق الرئيسية في المناسبات بالمدينة الحمراء

كما أن طبق الطنجية يحتاج إلى الخبرة الكبيرة والإمكانية قبل الشروع في إعداده ، فهو يحتاج إلى توفير مجموعة من العناصر التي تساهم في جعله بتلك اللذة التي لا يمكن أن تزول من ذهن من تذوقه لأول مرة ، كما أنه لا يمكن أن يكون طبقا داخل المطاعم التقليدية فقط بل هو رئيسي أيضا في كافة المطاعم المنتشرة في المدينة ، إضافة إلى انه رئيسي أيضا في معظم المناسبات الدينية والتقليدية كالأعياد وحفلات الأعراس وغيرها ، هذا ويعد أيضا طبق ترحاب مهم للضيوف لا سيما إذا كانوا من منطقة أخرى غير مدينة مراكش ، إذ يعد احتفالا بهم واستقبالا لهم أحسن استقبال بتقديم طبق مراكشي مائة في المائة يتميز بلذة لا تقاوم .

الطنجية الطبق الذي يحترف في تحضيره رجال مراكش أكثر من النساء

 لا يمكن أن يخلو منزل من تقديم هذا الطبق في أيام،  وذلك بعد أن يتم إعداده من طرف رب الأسرة أو احد أفرادها من الرجال، باعتماد مجموعة من المكونات المختلفة والبسيطة والغير مكلفة و التي تتنوع بالإضافة إلى اختيار نوع اللحم ، بين الطنجية المحمرة نسبة إلى اعتماد الفلفل الأحمر مع مجموعة من المكونات التي تعتبر أساسية فيها ، ثم الطنجية الحلوة والتي يكون مذاقها مازجا بين المالح والحلو إضافة إلى الطنجية ذات المذاق العادي ، فضلا عن الطنجية المسقفة التي يتم تحضيرها على طريقة الشواء إلا أن هذه الطريقة اختفت ولم يعد الكثير من الجيل الحالي يتقنها حيث بدأت في الانقراض بعد وفاة الكثير من الصناع التقليديين الذين كانوا يحترفون ويتميزن بشكل كبير في إعدادها وهذا ما يرجع طبق الطنجية إلى اختصاص الرجال ، حيث كانت منذ سنوات طبقا يجتمع على إعداده الصناع التقليديون في الأسواق الشعبية بالمدينة الحمراء ، ويتجهون بها إلى الحدائق العمومية والمساحات الخضراء أو المنزه كما يطلق عليه باللهجة المراكشية وقضاء أروع الأوقات بين أحضان الطبيعة وتحت إيقاعات الدقة المراكشية والاستمتاع بتناول هذا الطبق التقليدي المميز الذي يحلو في الأجواء الخارجية .

الخروج إلى الحدائق الخضراء وتناول الطنجية عادة موروثة بمراكش خاصة في رمضان

وما تزال هذه العادة يتوارثها المراكشيون من جيل إلى آخر والتي تعرف إقبالا وانتشارا كبيرا لا سيما في شهر رمضان حيث لا يمكن أن تجد مكانا شاغرا في معظم الحدائق والمساحات الخضراء بعد أداء صلاة التراويح، حيث تتجه الأسر والعائلات والأصدقاء فيما بينهم إلى مختلف الفضاءات الخارجية من اجل عيش لحظات ممتعة وهادئة في الهواء الطلق والاستمتاع أيضا بتناول طبق الطنجية ،حيث لا يتوانى المراكشيون في إعداد هذا الطبق بعد آذان الفجر، إذ يقبل الرجال على إعداده في إناء خاص بالطنجية يسمى ” القلوشة ”  ونقله مباشرة إلى فرن الحي ليتم وضعه في الرماد وطهيه على مهل في هذه المادة التي تكون ساخنة، ما يجعل مدة طيه تصل إلى 8 ساعات من الطهي حتى يصبح لحم الطنجية ناعما ، دون الحاجة إلى إضافة المياه أو فتح القلوشة بين الحين والآخر إذ يتم إغلاقها بطريقة محكمة ولا يتم فتحها إلا عند الرغبة في تناولها ساخنة في أجواء تسودها الروح المرحة والنشاط والحيوية وبين نغمات الرقص والغناء على أنغام الدقة المراكشية التي تحول المساحات الخضراء إلى حفلات شعبية مميزة منذ بداية.

                                                 تورية عمر / الثقافة المغربية الأوروبية


قد يعجبك ايضا