تعتبر حديقة التماسيح (كروكو بارك) أكادير، أول حديقة للتماسيح في المغرب تمتد على مساحة تصل حوالي أربعة هكتارات، حيت تحتضن هذه المنشأة ذات الوظائف المتعددة أزيد من 300 تمساح، إلى جانب العديد من النباتات الموزعة عبر أربع حدائق موضوعاتية، فضلا عن تواجد فضاءات للترفيه بالنسبة للأطفال ، حيث كلف إنجاز هذه المنشأة الفريدة من نوعها حوالي 40 مليون درهم.
وبافتتاح هذا الفضاء البيئي الترفيهي، الذي يقع في المجال الترابي للجماعة القروية “الدراركة”، في وجه عموم الزوار، أصبحت أكادير كوجهة سياحية تتوفر على فضاء متميز للجذب السياحي، حيث يعتبر (كروكو بارك) مبادرة فريدة من نوعها ، على اعتبار أنه يتيح للزوار الراغبين في الارتخاء والترويح عن النفس، من مختلف الاعمار والجنسيات ، الفرصة للتملي بالزواحف تغادر مخابئها الخشبية ، وهي تستمتع بأشعة الشمس وسط أحوض مائية تمت تهيئتها خصيصا لهذه الغاية.
وتنتسب التماسيح المتواجدة في حديقة (كروكو بارك) أكادير إلى صنف “تمساح النيل”، حيث خضعت هذه التماسيح لنوع من العناية بعد ولادتها، ليتم نقلها بعد ذلك من جزيرة جربة في تونس، نحو أكادير، حيث تتشابه المنطقتان إلى حد كبير من ناحية ظروفهما المناخية ، وبذلك تم توفير أفضل الظروف لتأقلم هذه المخلوقات الزاحفة مع موطنها الجديد في منطقة سوس.
ويتوفر هذا الفضاء الترفيهي، المتواجد بمدخل أكادير من الطريق المؤدية إلى مراكش، على أربع حدائق، ضمنها حديقة لبعض النباتات المنتسبة للمنطقة الاستوائية، إلى جانب حديقة مائية تستوي على سطحها كائنات نباتية نادرة، من ضمنها الزنابق المائية الكبير الحجم ، فضلا عن تواجد مجموعة من النباتات النادرة الأخرى التي تم جلبها من مناطق مختلفة من العالم.
وعلاوة على ذلك، فإن مصممي “كروكو بارك” لم يهملوا الجانب العلمي والتربوي، حيث يضم هذا الفضاء ايضا مدرجا قابلا لعقد الندوات وتنظيم اللقاءات الترفيهية، وبث الاشرطة السمعية البصرية،إضافة إلى تواجد مختبر موضوع رهن إشارة الطلبة والباحثين لإنجاز الأبحاث العلمية.
ولعل المزايا المتعددة والمتنوعة السالف ذكرها تؤهل حديقة التماسيح بأكادير لتكون حاضرة باستمرار في جميع المشاريع والبرامج المرتبطة بالتنمية السياحية في منطقة أكادير ومحيطها. فمما لاشك فيه أن الأخذ بعين الاعتبار لهذه المنشأة السياحية والبيئية، الفريدة من نوعها بالمغرب، ضمن المخططات السياحية والثقافية والفنية، من شأنه أن يمنح وجهة أكادير قيمة مضافة، لاسيما وأن “كروكو بارك” يشكل إضافة نوعية للعرض السياحي لهذه الوجهة المعروفة على الصعيد العالمي بكونها محطة سياحية شاطئية.

