“سفر” لسمير إخوي عبر شذرات شعرية على اطراف الصور

فدوى بوهو / ورزازات –المغرب

يقولون ان وراء كل صورة حكاية. وحكايتي أنا مع الصورة تنتهي عندما تتوقف حياتي ، هكذا احب صاحب كتاب “سفر” أن يختزل علاقته بالفن الفوتوغرافي معبرا بذلك عن حبه للتصوير الضوئي هذا الشعور الذي يجعل منه عاشقا للعدسة وقارئا لأسرار الجمال من خلال ماتراه عيناه فينتقل بذلك شعوره الى من ينظرون إلى صوره .

المصور الفوتوغرافي سمير اخوي من مواليد قرية تمقيت بإميني بورزازات سنة 1989, ترعرع هناك قبل ان يشد الرحال الى مدينة ورزازات سنة 2001 للعيش هناك, بدأ مسيرته الجمعوية و الاعلامية سنة 2006 ،و بعد حصوله على شهادة البكالوريا سنة 2015 إلتحق بالمعهد المتخصص في مهن السينما، شغف الصورة جعله يتألق في تصوير عدة مهرجانات محلية ووطنية و دولية ، حصل على  جائزة احسن صورة جهويا في ملتقى الصحفيين الشباب بورزازات ، كما شغل منصب رئيس نادي التصوير الفوتوغرافي بورزازات سنة 2016، أطر مجموعة من الدورات التكوينية في عدة جمعيات و ثانويات بالمدينة ، سنة 2019 التحق سمير بمدرسة epag  للسمعي البصري بالرباط  حيت حصل على دبلوم التقني المتخصص في السمعي البصري سنة 2020، تجربة رافقها الاشتغال مع عدة فنانين كبار كمخرج و مصور اخر أعماله ” كانبغيك المغرب” للفنانة “ايمان قرقيبو” كما اشتغل كمصور فوتوغرافي بالمعهد العالي للفن المسرحي و التنشيط الثفافي و بشركة anya music  .

تجارب سمير في مجال الصورة  جعلته يدرك بأن حقيقة الصورة لا يمكن ان تقف عند ماهو جمالي و تقني فقط بل يجب على المصور ان يساهم من خلال عدسته  ببعث رسائل للمتلقي من خلال ما تراه عيناه و تلتقطه عدسته . وعن العمل الجديد لسمير اخوي كتابه  “سفر ” يقول : ” بالنسبة للعمل الجديد الذي اطلقت عليه اسم سفر فهو سفر عبر الشعر و سفر عبر الصورة و الذي حاولت فيه بمعية استاذ لي بورزازات  ادريس الرقيبي  ان امزج الصورة الشعرية و الصورة الفوتوغرافية عبر شذرات شعرية على  اطراف الصور، وحتى الفن التشكيلي كان حاضرا في هذا العمل من خلال لوحة الغلاف التي توحي الى رجل جالس و في داخله طرقات توحي الى عنوان الكتاب  من رسم الصديق زكرياء باسين , هذا المزج بين فن الصورة و الشعر و الفن التشكيلي يجعلنا امام متعة مضاعفة اكيد .” وعن هذا التوجه حيث المزج بين الصورة و الشعر يضيف سمير :”…الانتقال من العمل الفوتوغرافي الى عالم الشعر لم يكن سهلا كفكرة للعمل ن فالأمر بالنسبة لي كان حلما فقط في البداية مند سنة 2013  حيث كنت اشتغل مع الشعراء في تظاهرات شعرية ادبية  زد على ذلك في ما بعد احتكاكي بالفنانين بالرباط جعل فكرة انتاج كتب للتصوير الفوتوغرافي والمزج بالفنون الاخرى للخروج مما هو متعارف عليه عن التصوير الفوتوغرافي  تلازمني فقررت خوض التجربة في ضل احتكار التكنولوجيا على الجانب الادبي بالمغرب حيث لم نعد نقترب الى الكتب..”

اختار سمير العمل الحر في مهنته كمصور, مما مكنه من اكتشاف و التعرف على الموروث الثقافي للجنوب الشرقي فاستلهمته حياة الرحال عبر سفوح الجبال الهادئة و والبسيطة كل صور أسفار اخوي بالمغرب المنسي أختزلها في “سفر” عبر الصورة و الشعر بهدف التعريف بالموروث الثقافي لجهة درعة تافيلالت خاصة و المغرب عامة ،وكما جاء في مقدمة الكتاب للشاعر إدريس الرقيبي إذا كان الشعر نافذة على الخيال فإن الصورة الفوتوغرافية نافذة على الواقع لكنها مفتوحة على الاحلام و تحرص على التأويل .

” اعتقد ان هذا العمل سيساهم بشكل كبير في اكتشاف خبايا و جماليات الصورة التي قد لا يراها الكثير في الجنوب فالكتاب يحمل في طياته صور تؤرخ للموروث القديم للجنوب الشرقي من خلال اللباس و المعمار و الموسيقى … الخ،فالهدف من الصورة هو رسم الواقع عبر التصوير الفوتوغرافي كما قلت سالفا، لوكان كل مصور فوتوغرافي و اخص بالذكر بالجنوب الشرقي يعمل على احياء الثرات من خلال عدسته و لمسته الفنية فأكيد أننا سوف نحتفظ بتراث قد نفتقده في المستقبل  … اتمنى ان اكون موفقا في ايصال و لو بالقليل رسالة مفادها ان الجنوب الشرقي ليس رمال و صحاري قاحلة فهناك أشياء أجمل يكفي فقط التأمل و التمعن في جمالية الصورة بالجنوب، و رسالة أخرى موجهة لكل فنان مصور فوتوغرافي للاشتغال على مثل هذه الافكار للرقي بالفن الفوتوغرافي بالمغرب لأنني أومن ان كل مصور فوتوغرافي عين على منطقته عبر صوره فوراء كل صورة حكاية ” هكذا كان جواب المصور سمير بخصوص الهدف من التأليف و الإصدار و عن الكتاب مستقبلا يصرح المصور سمير اخوي أنه بعد إنهاء عملية الطبع للكتاب سيقام حفل التوقيع في كل من الرباط و ورزازات إضافة الى اماكن اخرى سيتم الإعلان عنها في الايام القليلة المقبلة .


قد يعجبك ايضا