صومعة ” كَادِير أَمْغَارْ ” نموذج لأبرز معلمة تاريخية بمنطقة أقا جنوب المغرب

هذا المسجد من أبرز المعالم العريقة التي تزخر بها المنطقة، منطقة أقا جنوب المغرب، وذلك بتموضعها بين عيون المياه وغابات النخيل الكثيفة المحادية لمدشر القصبة، إلا أن الإسم الذي يطلقه أهالي المدشر على هذا المسجد ينقسم
إلى اسمان اثنان، فهناك يسميه ب –أَكَادِيرأَمْغَارْ- وهو الأكثر شيوعا وهناك من يطلق عليه إسم –لاَلَّه بيْتْ اللَّهْ- ومن حيث الموقع فهو يتواجد على مسافة سبعة كيلومترات جنوب مركز أقا. وبقايا هذا المسجد عبارة عن جدار يضم بقايا المحراب إضافة إلى الجزء المتبقي من الصومعة، وبصفة عامة كان مسجد القصبة محاطا بسور لم يبق منه حالياإلا بقايا جدار القبلة وهو الأكثر مقاومة إذ شيد على إرتفاعات مختلفة تتراوح بين متر ونصف هذا إلى جانب ما تؤكده بعض الروايات الشفوية التي تقول بأن المسجد كان يتوفر على خمس حجرات صغيرة على مستوى القاعدة وتضم اقواس على مستوى الأعلى.
أما طريقة بناء المسجد فهي طرقية تقليدية قديمة إذ استعمل في ذلك الياجور المصنوع من الطين المطبوخ إذ يصل سمك بقايا الجدار إلى ستين سنتيمترا. هذا فيما يخص المسجد اما جانب الصومعة التي تشبه إلى حد كبير صومعة حسان إن لم نقل أن فترة بناءهما فترة واحدة وذلك إذا نظرنا إلى طراز الشكل.
ما يمكن قوله إن هذه المعلمة المنسية تقدم ملامح لعقد جميل والتي لا تقل أهمية عن صومعة الكتبية وحسان، وهي بمثابة شاهد على حضارة ضاربة في تاريخ المنطقة العريق حيث صمدت لمئات السنين متحدية عوامل الطبيعة والإنسان في وقت يغيب فيه أي اهتمام بهذا المأثور العمراني، خاصة وأن موقع الصومعة يؤهلها لتؤدي أهم الأدوار لتنمية الجانب السياحي بمنطقة أقا.
سهام بوكطيب/ صحفية متدربة

قد يعجبك ايضا