فدوى بوهو /المغرب-ورزازات
عقدت فيدرالية ورزازات للفنون التراثية أمس الأحد اجتماع مجلسها الإداري ، حيث مناقشة مستجدات الفيدرالية و برنامج عملها السنوي بعد كل هذا الجمود من بعد التأسيس الخارج عن ارادة اعضاء مكتبها المسير ، فتداعيات جائحة الكوفيد 19 كانت جد قاسية بالنسبة لصناع الفرجة و صناع جميع الفنون التراثية بورزازات اللذين ترتبط الممارسة المهنية اليومية لهم بالقطاع السياحي و السينمائي .
التراث المغربي هو ثقافة تجدرت منذ آلاف السنين يمكن من التعبير عن الحياة الاجتماعية بكل تجلياتها حيث الاحتفالية بالحياة ،ويتميز التراث المغربي بمعايشته لمختلف قضايا و أوضاع الإنسان و مشكلاته وينقسم إلى عدة أقسام: الأمازيغي –الحوزي—الصحراوي –الجبلي وتراث الطوائف و يعتبر الفلكلور الأمازيغي من أقدم الألوان و أكثرها أصالة وأقدمها تعبيرا و أشدها تأثيرا و أغناها محتوى فالرقصة الجماعية تعتبر الشكل الفني الأكثر شعبية و التعبير الصادق عن الفرحة الجماعية ، و يعد أحواش و أحيدوس أبرز مثال عن هذه الرقصات بالمغرب تمتد ممارستها من بطون الأطلس إلى حدود الصحراء،
هدا الفن التراثي كان يمارس بمنطقة ورزازات قبل فترة أمغار أحماد أحميد أوعبو قبل استيلاء أسرة الكلاوي عليها ، وأخذ طابعا جديدا مع تواجد هذه الأسرة حيث سوف يتم توظيفه لأهداف أخرى كرابط يربط بين السكان و الأسرة الحاكمة حيث يتسم بنوع من الإجبارية في الحضور و الرقابة وهذا الفن يقام بكثرة في القصبات و القصور التي تعتبر معاقل أسرة الكلاوي.
جائحة الكورونا لم تستثني أحدا من تداعيات أزمتها الاجتماعية و الاقتصادية ، فقد فقدت الساحة الورزازية مجموعة من أعلام الفن التراثي بها نتيجة الكوفيد ، كما تدهورت الحالة الاجتماعية و الاقتصادية لمجموعة من ممارسي هذه الفنون و التي اضحت تنتقل من سيئ الى اسوء في ظل الصمت المطبق للأوصياء والمسئولين بوزارة الثقافة والسلطات المحلية، حيث لم يتم تتبع الاجراءات التي تتخذها الدولة لدعم هذه الفئات الفنية الهشة رغم الوعود الذي قدمت اليهم.
عرف الاجتماع حضور السيد المدير الاقليمي لوزارة الشباب و الرياضة و الثقافة / قطاع الثقافة ،وما يزيد على 45 ممارسا للفنون التراثية ممثلين للإطارات القانونية للفروق التراثية و تلة من الفاعلين المدنيين ، وقفت فعاليات اجتماع المجلس الاداري لفيدرالية ورزازات للفنون التراثية على تجليات الواقع المعيشي لممارسي الفنون التراثية بإقليم ورزازات ،كما تم فيها مناقشة أهم المشاكل والإكراهات التي تعترض سير حياتهم المعيشية الملطخة بلون المعاناة ، وقد تم الوقوف على الزامية ووجوبية النهوض بالفن التراثي من خلال الاهتمام بالعامل البشري و العمل على تكوينه و تأطيره ،
كما تم بالمناسبة تسطير القانون الداخلي للفيدرالية و ميثاق أخلاقي يؤطر الممارسة بين الجمعيات و الاعضاء الشرفيين المنضويين تحت الفيدرالية.

