أعلنت المفوضية الأوروبية مؤخرًا أنه بدءًا من نوفمبر 2024، سيتم تطبيق نظام الدخول والخروج (EES) كمنظومة آلية لتسجيل المسافرين المعفيين من التأشيرة والمواطنين غير الأوروبيين الذين يتطلعون لزيارة بلدان أوروبية وقضاء فترة قصيرة فيها، في كل مرة يعبرون الحدود الخارجية لـ 29 دولة أوروبية.
وعلى مدى السنوات الماضية، عمل الاتحاد الأوروبي على حماية حدوده الخارجية وتعزيز سلامة وأمن منطقة الشنغن، لذا يُعتبر نظام EES خطوة مهمة نحو إدارة الحدود بفعالية أكبر وزيادة عملية المراقبة على عابري حدود الاتحاد الأوروبي الخارجية.
كل ما تريد معرفته عن نظام الدخول والخروج (EES)
ما هو نظام الخروج والدخول بدون تأشيرة ؟
نظام EES هو منظومة آلية لتسجيل المعلومات الخاصة بمواطني الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الذين لا يحملون جنسية أي من دول الاتحاد الأوروبي أو أيسلندا أو ليختنشتاين أو النرويج أو سويسرا، وذلك عند دخولهم وخروجهم من منطقة الشنغن.
يعمل هذا النظام على تسجيل بيانات هامة تشمل تاريخ ووقت الدخول والخروج، بالإضافة إلى معلومات بيومترية مثل بصمات الأصابع وصور الوجه، كما يسجل سبب رفض الدخول إذا حدث.
وبموجب النظام، سيتعين على الأشخاص الذين يدخلون الاتحاد الأوروبي تسجيل بصمات أصابعهم وصورة وتفاصيل جواز السفر، حيث يتولى مسؤولو مراقبة الجوازات تسجيل ومسح وتخزين هذه البيانات في مستند إلكتروني، دون الحاجة إلى ختم الجواز، سواء كان بيومتريًا أم لا.
يمكن تسريع عملية الدخول والخروج إذا سجل المسافر بياناته مسبقًا، وكذلك يمكنه استخدام تطبيق الهاتف المحمول في حال توفره في بلد الوصول أو المغادرة، أو الأجهزة المتخصصة (المعروفة أحيانًا باسم “النظام الذاتي الخدمة”) إذا كانت متاحة في نقطة العبور الحدودية.
في حال عبر المسافر الحدود الأوروبية باستخدام نظام EES عدة مرات منذ بدء العمل به، سيتم تسجيل بصماته أو صورة وجهه في النظام، مما يخول موظفو مراقبة الجوازات التحقق ببساطة من هذه البيانات البيومترية، وبالتالي تسريع العملية. وقد يستفيد حاملو جوازات السفر البيومترية من الدخول بشكل أسرع عبر النظام الذاتي الخدمة (إذا كان متاحًا في نقطة العبور الحدودية)، وفي حال كانت ملفاتهم الرقمية سليمة لن يحتاجوا للمرور عبر موظف مراقبة الجوازات التقليدي.
فوائد الإجراء الجديد
من المتوقع أن يُحدث نظام الدخول والخروج ثورة في إدارة الحدود من خلال زيادة كفاءة وجودة العمليات الحدودية، وإلغاء عملية ختم الجوازات، وتبسيط عملية السفر وجعلها أكثر أمانًا.
وسيتمكن النـظام من تتبع الأشخاص الذين يتجاوزون مدة الإقامة المسموحة في منطقة الشنغن، ويوفر بيانات موثوقة حول الدخول، والمغادرة، وأسباب رفض الدخول.
سيسهم هذا النظام بشكل فعال في مكافحة التلاعب في الهوية من خلال جمع البيانات البيومترية، حيث سيتم تعزيز الأمن داخل الاتحاد الأوروبي من خلال المراقبة عبر الحدود واستخدام السجلات الإلكترونية والبيانات البيومترية. بالإضافة إلى ذلك، يعزز نظام الدخول والخروج إمكانية تبادل المعلومات في الوقت الحقيقي، مما يضمن حصول السلطات الحدودية في دول الاتحاد الأوروبي على المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب بسرعة وفعالية.
المزيد من التغيرات في العام 2025
ابتداءً من مايو 2025، يحتاج المسافرون إلى أوروبا للحصول على تصريح سفر خاص يعرف باسم “نظام معلومات وتصاريح السفر الأوروبي”(إيتياس)، وبمجرد انطلاق البرنامج، سيحتاج حوالى 1.4 مليار شخص إلى هذا النظام لدخول 30 دولة أوروبية.
تبلغ تكلفة التصريح 7 يورو، ولكن لن يضطر المسافرون الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا أو تزيد عن 70 عامًا إلى دفع تلك الرسوم، وسيكون تصريح السفر إيتياس صالحًا لمدة ثلاث سنوات متتالية.
ما هو نظام إيتياس؟
إيتياس هو نظام إلكتروني وضع من قبل دول الشنغن كإجراء أمني إضافي لحماية المنطقة، ويطبق على جميع حملة الجوازات التي بإمكانها الدخول بدون تأشيرة لمنطقة الشنغن.
بموجب النظام الجديد، سيتوجب على جميع المسافرين الذين لا يحتاجون لتأشيرة لدخول دول الاتحاد الاوروبي تعبئة نموذج إلكتروني للحصول على تصريح إيتياس، الذي يصدر بشكل فوري ويكون صالح لمدة 3 سنوات أو حتى انتهاء صلاحية جواز السفر.
هناك أكثر من 60 دولة لا يحتاج مواطنوها للحصول على تأشيرة قبل دخول منطقة الشنغن، مثل أمريكا وكندا وسنغافورة واليابان ودول الكاريبي، سيطلب منهم الحصول على تصريح إيتياس فور العمل بالنظام.
يتم ربط التصريح بجواز سفر المسافر، ويكون صالحًا لمدة تصل إلى ثلاث سنوات أو حتى انتهاء صلاحية جواز السفر، أيهما يحدث أولاً.
إذا حصل المسافر على جواز سفر جديد، يتعين عليه الحصول على تصريح جديد من إيتياس، وهذا يخوله دخول أوروبا في الوقت الذي يريده لإقامة قصيرة الأجل تصل لمدة 90 يومًا في أي 180 يومًا، ولكن ذلك لا يضمن الدخول.
عند وصول المسافر، قد يطلب مراقب الحدود من المسافر الاطلاع على جواز سفره إلى جانب وثائق أخرى للتحقق من استيفائه لشروط الدخول بدون تأشيرة.
كيفية التقدم للحصول على إيتياس
للتقدم بطلب للحصول على نظام إيتياس، يمكن للمسافرين إكمال نموذج الطلب عبر الموقع الرسمي لإيتياس أو من خلال تطبيق الهاتف المحمول. وتبلغ رسوم التقديم 7 يورو، لكن قد يعفى بعض المسافرين منها. ويتم معالجة معظم الطلبات في غضون دقائق، علمًا أن هذه العملية قد يستغرق وقتًا أطول في بعض الأحيان، ولكن في هذه الحالة، سيتلقى المتقدمون قرارًا في غضون أربعة أيام.
بمجرد تقديم الطلب، سيتم تلقي بريد إلكتروني يؤكد استلام الطلب، يتضمن رقم الطلب الخاص بإيتياس، وبعد معالجة الطلب، سيتلقون بريدًا إلكترونيًا آخر يُعلمهم بالنتيجة. وفي حال تم رفض الطلب، سيتم توضيح أسباب الرفض في الرسالة مرفقة بمعلومات حول كيفية تقديم استئناف، وتفاصيل الجهة المختصة، والمهلة الزمنية لتقديم الاستئناف.
من هم بحاجة إلى تصريح إيتياس؟
أي مواطن من دولة غير عضو في الاتحاد الأوروبي، حتى لو لم يكن يحتاج إلى تأشيرة لزيارة دولة عضو في الاتحاد الأوروبي للإقامة القصيرة سيحتاج إلى إيتياس في الدخول بدون تأشيرة، وهذا يعني أن المستثمرين الحاصلين على جنسية من منطقة الكاريبي والذين يحق لهم دخول منطقة الشنغن بدون تأشيرة، سيحتاجون إلى إيتياس للدخول. المواطنون الأوروبيون وأولئك الذين لديهم تصريح إقامة أو بطاقة إقامة أو وثيقة صادرة عن أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي معفيون من إصدار إيتياس.
سيساهم نظام الدخول بدون تأشيرة بتسهيل عملية السفر إلى دول الشنغن للمواطنين الذين لا يحتاجون حاليًا إلى تأشيرة شنغن. ويبلغ عدد الدول التي لا يحتاج مواطنوها إلى تأشيرة شنغن حاليًا حوالى 60 دولة، مما يعني أن هؤلاء الأشخاص سيحتاجون إلى التقدم للحصول على إيتياس.
تأثير الإجراءات الجديدة على حاملي الجنسية الثانية
الإجراءات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي في الدخول بدون تأشيرة ستعود بفوائد كبيرة على حاملي الإقامة أو الجنسية الثانية كونها ستسهل السفر وتجعله أكثر أمانًا، مع ضمان الامتثال للأنظمة، وتقليل إمكانية الاحتيال، وتحسين الوصول إلى الخدمات.
وسيختبر حاملو الإقامة الأوروبية عمليات تفتيش حدودية أسرع عند التنقل بين البلدان، حيث يعمل النظام على أتمتة إجراءات الخروج و الدخول بدون تأشيرة، مما يعني تقليل وقت الانتظار وتوفير تجربة سفر أكثر سلاسة، خاصة في الدول التي قامت بتحديث ضوابطها الحدودية.
غالبًا ما يتمتع حاملو الجنسية الثانية بإعفاءات من التأشيرات أو امتيازات الدخول المتعدد إلى دول مختلفة. يعمل نظام الخروج والدخول بدون تأشيرة على ضمان تتبع دقيق لفترات الإقامة، مما يساعد على تجنب تجاوز مدة الإقامة المحددة التي قد تؤثر على أهلية السفر والدخول بدون تأشيرة. على سبيل المثال، يمكن للأفراد الذين لديهم إمكانية الوصول إلى منطقة الشنغن بسهولة تتبع الأيام التي يقضونها في المنطقة للامتثال لقاعدة 90/180.
يساعد نظام الخروج والدخول بدون تأشيرة المسافرين، بما في ذلك رجال الأعمال من حاملي الجنسية الثانية، كونه يحافظ على سجلات دقيقة لتواريخ الخروج والدخول بدون تأشيرة، وذلك يسهل عملية إثبات الامتثال لقواعد الإقامة الضريبية، أو الحفاظ على حالات الإقامة الدائمة، أو التأهل للحصول على تأشيرات طويلة الأجل، لأن النظام يستخدم بيانات بيومترية مثل بصمات الأصابع وتقنية التعرف على الوجه للتحقق من هوية المسافرين.
المصدر: سيتزنشيب باي