رياض النور: أمسية روحانية تعكس قيم التصوف المغربي في مسرح محمد الخامس بالرباط

في أجواء روحانية ملؤها السكينة والإيمان، احتضن مسرح محمد الخامس بالرباط يوم الجمعة 20 دجنبر 2024، أمسية بعنوان “رياض النور”، من تنظيم المجموعة الرسمية للمديح والسماع للطريقة القادرية البودشيشية. قاد هذه الأمسية سيدي معاذ القادري البودشيشي، نجل شيخ الطريقة، العارف بالله سيدي جمال القادري البودشيشي، في حفل جمع بين جماليات الصوت القرآني، بهاء الأناشيد الصوفية، وعمق التأمل والدعاء.

 

افتُتحت الأمسية بثلاث وصلات متتابعة من القرآن الكريم، تلاها قراء ينتمون إلى الطريق، أضفوا بأصواتهم المميزة أجواءً من الخشوع والتأمل. كان هذا التمهيد القرآني بمثابة استحضار للقداسة التي تطبع الطريقة القادرية البودشيشية، مما هيأ الحضور للانغماس في أجواء روحانية خالصة.

 

قبل دخول الفرقة الرسمية، عُرض مقطع فيديو تعريفي يسلط الضوء على فلسفة وأهداف “رياض النور”. تضمن الفيديو شرحا عميقا لماهية هذه المبادرة الفنية الروحانية، التي تهدف إلى تعزيز وتنمية القيم الروحية والتربوية المرتبطة بالصوفية. أعقب الفيديو دعوات صادقة موجهة إلى جلالة الملك محمد السادس وإلى الحاضرين، ليكون هذا الجزء بمثابة جسر يربط بين التقاليد المغربية الأصيلة وأهداف التصوف العالمي.

 

دخلت المجموعة الرسمية للمديح والسماع إلى المسرح في مشهد مهيب يعكس التنظيم والالتزام الذي تتميز به الطريقة. وانطلقت الأمسية بعروض من السماع الصوفي الذي امتزجت فيه الألحان التقليدية مع الكلمات الروحانية، والأداء الجماعي الذي أسر القلوب وأضفى سكينة على النفوس.

 

كان لتنوع القصائد والأمداح أثر بالغ في تعزيز الروحانية بين الحضور، الذين بدت عليهم علامات التأثر والانغماس في الأجواء الصوفية. تنقلت الأمسية بين درجات روحانية متصاعدة، حيث تأرجحت مشاعر الحاضرين بين التأمل العميق والانفعال الروحي. وعبر الكثير منهم عن شعورهم بالصفاء النفسي والانفصال عن مشاغل الدنيا للحظات، مما يعكس القوة الروحية التي تنقلها هذه الأمسيات الصوفية.

 

“رياض النور” لم يكن مجرد حفل فني، بل كان رسالة تحمل في طياتها القيم النبيلة التي يعبر عنها التصوف المغربي. ليكون تجربة روحانية متكاملة، من خلال الألحان الصوفية والدرجات الروحانية المتصاعدة، أكدت الأمسية على دور الطريقة القادرية البودشيشية في تعزيز قيم التسامح والسلام في عالم يحتاج إلى هذه الرسائل أكثر من أي وقت مضى.


قد يعجبك ايضا