المائدة الرابعة لمهرجان «القاهرة للعرائس» توصي بإنشاء بنك للنصوص ورابطة لفناني الطفل

تتوالى الموائد المستديرة الخاصة بالدورة الأولى من مهرجان القاهرة لمسرح العرائس في مسرح مدرسة الفنون، حيث أدار فنان العرائس والمخرج هشام علي المائدة الرابعة من فعاليات المهرجان، المخصصة لقيادات المسارح والمراكز المعنية بالطفل في مصر.

أكد هشام أن هذه المائدة تُعد حصادًا مبكرًا للمهرجان، بعد موائد جمعت المخرجين والكتاب والنقاد، بحضور قيادات الدولة الذين كانوا في الأصل صناع أعمال فنية قبل تقلدهم مناصب إدارية، وهم الدكتور أسامة محمد علي مدير مسرح العرائس، والفنانة إيناس نور مديرة مسرح الطفل، والأستاذ أحمد عبد العليم رئيس المركز القومي لثقافة الطفل.

في البداية، تحدث رئيس المركز القومي لثقافة الطفل، أحمد عبد العليم، ووجه الشكر لإدارة المهرجان، متناولًا موضوع التراث وكيفية تعامُل المركز معه على مستويين: الأول هو فن الأراغوز، حيث أعلن عن وجود 36 لاعبًا على مستوى جيد جدًا في مختلف محافظات مصر، نتيجة مدرسة الأراغوز المقامة بالمركز. أما المستوى الثاني فهو فن خيال الظل، حيث أشار عبد العليم إلى خبرة المركز في تعليم وعرض فنون خيال الظل من حيث الشكل والمضمون، مؤكدًا أن لدينا تراثًا غنيًا نستطيع أن نستقي منه القصص والعروض.

ورحبت الفنانة إيناس نور، مديرة مسرح الطفل، بالحضور، وروت حلمها منذ الطفولة على خشبة مسرح الطفل وتربيتها مع فنانين عظام، كأنها في ورشة تدريبية، حتى التحقت بمعهد التمثيل، ثم عملت بالمسرح نفسه حتى وصلت إلى إدارته. وأكدت أن أهم نصيحة يمكن أن تقدمها هي أن نحب الفن من أجل الفن.

وأضافت إيناس أن عروض الطفل لا يستطيع تنفيذها أي شخص سواء كان ممثلًا أو مخرجًا أو كاتبًا، لذلك يجب تقدير فنان الطفل ماديًا ومعنويًا، فهو ليس فنانًا من الدرجة الثانية، رغم أننا نقصر في حقه معنويًا.

وأشارت إيناس إلى إقامة مسابقة للنصوص الجيدة للأطفال لإنتاج عدة أعمال بشكل متتالي بعد فترة ركود مر بها مسرح الطفل، مع التركيز في هذه المرحلة على الهوية العربية، خصوصًا الانتماء للتاريخ المصري القديم وإحيائه لدى الأطفال.

من جانبه، وجه الدكتور أسامة محمد علي، مدير مسرح العرائس، الشكر لإدارة المهرجان على تنظيم مثل هذه الموائد التي تصنع حراكًا في مصر، مؤكدًا أن المهرجان حقق حلمًا لكل العاملين في مجال العرائس. وأوضح أن العروسة شخصية درامية مرتبطة بحدث، ولها خصائص محددة في التعبير المسرحي، مشيرًا إلى ندرة فنانين العرائس والحاجة إلى قوة بشرية متخصصة، حيث تنقسم الشخصية العرائسية إلى ثلاثة أفراد: فرد للأداء الصوتي، وفرد ينحت العروسة برموز بصرية، وفرد فنان التعبير الحركي، وهم ثلاث مستويات؛ الأول هو “المحرك” الموهوب، والثاني “اللاعب” الذي يتحرر من القيود البدنية، والثالث “الممثل” الذي يعبر عن المشاعر النفسية بجسم العروسة.

وطالب أسامة بأن يفتح مركز ثقافة الطفل المجال أمام الطفل لممارسة الفن كممارس ومتلقي من خلال ورش عمل، مشيرًا إلى نية إقامة مدرسة لفنون العرائس بالتعاون مع جهات مختلفة، خاصة مع وجود نقص شديد في عدد خريجي فن العرائس من المصممين، والصانعين، والمحرّكين، بالإضافة إلى أهمية إيفاد بعثات للخارج للاستفادة من خبرات الدول المتقدمة في هذا المجال. وأكد أن فن العرائس يعتمد حتى الآن على التعليم الذاتي وخبرات الأساتذة فقط، مما يخلق حاجة ماسة لعمالة تقنية مدربة ذات رسالة، لتفادي ارتفاع الأجور الناتج عن قلة التوفر.

وعلقت إيناس على ذلك، مؤكدة ضرورة التعاون مع المدارس كما حدث في مشروع “مسرحة المناهج” بفضل بروتوكول التعاون بين وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم. وأشارت إلى الحاجة إلى معلنين ورعاة للأعمال المسرحية الخاصة بالأطفال، وكذلك لإنتاج العرائس، مشيرة إلى حلمها بتغيير واجهة مسرح الطفل لتكون مبهرة وجاذبة للطفل منذ لحظة وصوله إلى المبنى وحتى دخوله العرض.

وفي هذا السياق، أكد عبد العليم أن التحدي الأكبر يكمن في بناء الشراكات والتواصل، حيث يعمل على ذلك منذ شهور مع مسرح العرائس، ومسرح الطفل، ومؤسسات المجتمع المدني التي تقدم الدعم بناءً على اهتمام كل مشروع، سواء كان الدعم ماديًا أو خبرات تسويقية أو توفير خامات للعمل.

وسلط الدكتور أسامة محمد، مدير مسرح القاهرة للعرائس، الضوء على سلطة مدير المسرح، وعدم قدرته على إجبار أي فنان أو مبدع على تنفيذ عمل ما، مشيرًا إلى وجود أربعة نصوص جاهزة للتنفيذ، لكنها رُفضت من قِبل المخرجين المعينين، وهو يبحث عن مخرجين ذوي رؤى مستقلة لتنفيذ هذه العروض. رغم ذلك، قدم مسرح العرائس خلال المرحلة الماضية مجموعة عروض تشارك في المهرجان، ويجهز المسرح حاليًا لعرض بعنوان «كلمة مرور» في الفترة المقبلة.

ونوّه الأستاذ أحمد عبد العليم، رئيس المركز القومي لثقافة الطفل، إلى وجود العديد من المبدعين في مجال الكتابة للأطفال حاليًا، خاصة بعد إقامة مسابقة لمدة عامين في التأليف المسرحي وكتابة الرواية لليافعين والقصة القصيرة. لكن للأسف، لم تصل نتائج هذه المسابقة إلى إدارات المسرح المختلفة بوزارة الثقافة، ولم تُترجم إلى أعمال في مسارح الدولة، لكنها وصلت عبر جهود بعض الأفراد إلى قصور الثقافة وتم تنفيذ بعضها، مع اعترافه بتقصير المركز في الإعلان عن هذه الأعمال.

واقترحت الفنانة إيناس نور إنشاء رابطة لأعمال الطفل وشؤونه بالتعاون مع جهات الدولة، نظرًا لأن كل مؤسسة تسير حاليًا في مسار منفصل. وذكرت أن مسرح الطفل لديه مسابقة أخرى لمشروع عروض للفنانين الأكاديميين بعنوان «فلنذهب إليهم» عبر تقديم نصوص للجنة تحت إشراف ريهام عبد الحميد، وسيتم إنتاج الأعمال المختارة بتكلفة منخفضة مخصصة للأطفال خارج العاصمة.

في ختام المائدة، خرج المؤلف وليد كمال بتوصية لوزارة الثقافة وقطاع المسرح برئاسة المخرج خالد حلال، بإنشاء وحدة للتأليف المسرحي، أطلق عليها الدكتور حسام محسب، رئيس مهرجان القاهرة لمسرح العرائس، أثناء المائدة اسم «بنك النصوص»، لجمع كل القطاعات الوزارية لقراءة النصوص المقدمة، ووضع الموافقات منها في هذه الوحدة أو البنك لتسهيل اختيار المخرجين للنصوص المناسبة لأعمالهم.

الجدير بالذكر أن المؤتمر الصحفي للإعلان عن تفاصيل حفلي الافتتاح والختام، والمعرض الخاص بمهرجان القاهرة لمسرح العرائس، سيُعقد اليوم الأحد الساعة 4 مساءً في قاعة ثروت عكاشة بأكاديمية الفنون بالهرم.

وكالة EAMA عضو الشعبة العامة للإعلام المصري


قد يعجبك ايضا