مدينة ورزازات… المهرجان الوطني لفنون أحــواش يحتفي برواده ويعانق أنغام العالم

احتفى المهرجان الوطني لفنون أحواش برواده،وتحولت مدينة ورزازات منذ يوم الخميس المنصرم إلى قبلة لعشاق فن أحواش من فرق تراثية وباحثين في إطار الدورة الثالثة عشرة للمهرجان التي تميزت هذه السنة بالانفتاح على أنغام العالم ومشاركة فنانين وفرق غنائية عالمية في سعي من المنظمين للتعريف بفن أحواش إنساني في أفق تسجيله تراثا إنسانيا من طرف منظمة اليونسكو.

وفي كلمتها خلال حفل الافتتاح ،أكدت المديرة الجهوية لوزارة التواصل والثقافة قطاع الثقافة بجهة درعة تافيلالت أن هذه التظاهرة تتجاوز حدود الاحتفال العابر إلى الاحتفاء بصلب الثقافة كقوة ناعمة ذات أبعاد استراتيجية وجسر متين والتواصل والتلاقي بين ماضي التراث وحاضر الإبداع وبين المحلي والكوني على حد سواء ،وأضافت المسؤولة الجهوية بجهة درعة تافيلالت عن قطاع الثقافة :”نؤمن بأن الثقافة ليست ترفا بل ضرورة وأن صون التراث مسؤولية جماعية وأن فنون أحواش بما تحمله من قيم جمالية وتاريخية وروحية تستحق أن تصنف ضمن التراث العالمي الإنساني وهو مانعمل من أجله عبر جهود متظافرة من الباحثين والمؤسسات والفاعلين المحليين” واحتفت الدورة الثالثة عشر للمهرجان الوطني لفنون أحواش، برواد هذا الفن اعترافا بمجهوداتهم وعطاءاتهم في هذا المجال، ويتعلق الأمر بالفنانة والشاعرة فاطمة الغزالي المزدادة في منطقة توندوت سنة 1963 ونشأت وسط أجواء فنية واقتحمت عالم فن أحواش في مرحلة الطفولة منذ سن الخامسة عشر سنة، كما حضي الفنان والشاعر عبد الله العشاق بالتكريم تقديرا واعترافا لمسيرته الفنية كأحد رواد فن أحواش الذي مارسه منذ طفولته في مسقط رأسه بدوار تيزكزاوين بجماعة تلوات بإقليم ورزازات.

وتنظم الدورة الثالثة عشر للمهرجــان الوطني لفنون أحــواش وذلك في الفترة الممتدة بين 23و25أكتوبر الجاري،تحت شعار “فنون أحواش تعانق أنغام العالم”، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، ومن تنظيم وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة-بشراكة مع جمعية ورزازات ايفنتس وبدعم من عمالة إقليم ورزازات، مجلس جهة درعة تافيلالت، المجلس الإقليمي لورزازات، الجماعة الترابية ورزازات، المجلس الجهوي للسياحة بدرعه تافيلالت وشركاء آخرين.

تتميز هذه الدورة بتبني تصور فني إبداعي يهدف إلى إبراز فنون أحواش من حيث ارتباطها بالحياة اليومية في مختلف تجلياتها، عبر تقديم عروض فنية بمختلف الفضاءات الثقافية بورزازات، حيث سيتم إبراز الجوانب الاحتفالية لهذا الفن، بتصور سينوغرافي وبحمولة ثقافية، تراثية فنية، يمزج بين ما هو تراثي أصيل وما هو معاصر بتوظيف المؤثرات المعتمدة على التكنولوجيا الحديثة، بشكل يدفع للغوص في الطقوس والحياة الجماعية المرتبطة بفنون أحواش كموروث ثقافي بدلالات مادية ولا مادية.

ويتضمن برنامج هذه الدورة عدة فقرات منها: تنشيط فضاء قصبة تاوريرت التاريخية، ندوة فكرية حول صون وحماية فنون أحواش، بمشاركة أساتذة باحثين مختصين، كما سيحتضن المهرجان الكرنفال الخاص بهذه الفنون المتنوعة، الذي سيجوب شوارع المدينة، فيما سيتم تكريم الكنوز البشرية الحية التي قدمت الشيء الكثير لفن أحواش. فضلا عن ورشات موضوعاتية حول تلقين فنون أحواش وتقنيات صناعة أدواته لفائدة الشباب.

إلى جانب هذا فإن الدورة الثالثة عشرة للمهرجان تتميز بمشاركة وازنة لــ: فنانين مغاربة وعالميين، ومن المنتظر أن يستقطب عددا كبيرا من ساكنة الإقليم والزوار داخل الوطن وخارجه وسيشكل فرصة لإبراز المؤهلات الهائلة التي تزخر بها المنطقة في ميادين التراث والسياحة والسينما والواحات والتنوع البيولوجي والصناعة التقليدية …

وجدير بالذكر أن فنون أحواش من الفنون التراثية الجماعية التي تجسد الفرحة الجماعية التي تطبع دورة الحياة الفنية والاجتماعية والاقتصادية للإنسان، ومن شأن المهرجان أن يساهم في إبرازها ويعمل على تثمينها سعيا إلى تسجيل فنون أحواش ضمن التراث العالمي. كما يهدف هذا المهرجان إلى تشجيع السياحة بمدينة ورزازات التي تعتبر وجهة سياحية بامتياز.


قد يعجبك ايضا