الكاتبة المغربية ربيعة ريحان تصدر روايتها الجديدة تحت عنوان ” الخالة أم هاني “

صد مؤخرا للكاتبة المغربية المبدعة ربيعة ريحان رواية جديدة ومميزة اختارت لها عنوان ” الخالة أم هاني” وهي الرواية التي تتميز بأحداثها المتنوعة، والتي تدور في منطقة أسفي وبالضبط منطقة عبدة، حيث اعتمدت الكاتبة في سرد أحداثها على أسلوب أخاذ جدا تتصيد فيه الشخصيات الهامشية بمجهرها الخاص، لا سيما أنها خبيرة في متاهات الأنفس ، كما أنها غاصت بعيدا في عوالمها المتخيل المفعم بالكثير من النوستالجيا.

وقد قدمت الكاتبة المتميزة ربيعة ريحان في روايتها هذه التي برزت مشحونة بالكثير من الحكي ، تشريحا مفصلا لبنية المجتمع المغربي من خلال سيرة “الخالة أم هاني”.. هذه السيدة التي تزوجت خمس مرات وتعرضت للطلاق خمس مرات وعانت كثيرا في مجتمع يئن تحت سيطرة مجتمع ذكوري وشطط في استعمال السلطة. امرأة تُبَخَّسُ أعمالها.. تُحتَقر.. تتعرض للمهانات وللاستغلال بكافة تجلياته.

كما أن هذه الرواية تطرح امتدادا لحالات الهيمنة الذكورية نفسها في هذا المجتمع الذكوري، وعلى لسان ابنتها شيماء، وريثة سر الخالة، تطرح السبب الذي جعل والدتها تتخلى عنها صغيرة، وتمنحها للخالة كي تتبناها؟ يقول السارد على لسان شيماء: “هل فكرت والدتي في الأمر مليا، وهي تعرضني على الخالة أم هاني؟ ألم يراودها الإحساس الأمومي بأنها ستفقدني ولن تراني؟ أكنت رخيصة إلى ذلك الحد الذي سمحت لها فيه بأن تأخذني لتتبناني، وتضع حياتي بمحاذاة حياتها المتقلبة؟”.

 مضيفا في البوح على لسانها: “هل يمكن أن يفكرن (صويحباتها) في ما إذا كان الهبل وراثيا؟ وأنهن يتعاملن مع هذا المعطى بجدية؟ هل يمكن أن يندفعن بعيدا، وينظرن إليّ كواحدة يمكن أن ترث ذلك من أم هاني؟ ثم ما الذي يجمعني بالخالة، حتى أرث منها ذلك؟ إنها ابنة خالة أمي، فلا هي جدي ولا هي جدتي… ودماؤنا لم تعد صافية، اختلطت إلى حد ما بالغريب منذ الستينيات من القرن الماضي، ولم تعد موريسكية بما يكفي”..

إن رواية “الخالة أم هاني” للمبدعة ربيعة ريحان، ملخص مغري، ومفعم بالحكي المشوق، في إيلامه الشديد لمهانات وإذلال المرأة في مجتمع ذكوري يقدس الرجل، ويشيء المرأة المحملة ذاكرتها بالجراح.

تورية عمر / الثقافة المغربية الأوروبية


قد يعجبك ايضا