المرأة المطلقة ”بين العقلية الذكورية و أنياب المجتمع”

 تعتبر المرأة المطلقة في نظر المجتمع العربي بصفة عامة والمجتمع المغربي بصفة خاصة سلعة مستعملة، غير مرغوب فيها، فالمجتمع المغربي لم يفلح حتى يومنا هذا في تبديد و كسر تلك النظرة الدونية والسلبية للمرأة التي اختارت و قررت الطلاق لأنها لم ترضى بمر الحياة الزوجية، مقابل أن تبقى على اسم زوجها .
دائما ما ترتبط المطلقة في مجتمعنا المغربي ب “أوهام جنسية” ، فالمرأة كائن بشري لها احاسيس ومشاعر ومتطلبات، قد يراها البعض غير مهمة وتافهة، وذلك بسبب ذكورية عقول مجتمعنا، فالمرأة المطلقة من حقها أن تختار كيف تريد أن تعيش وكيف تريد أن تكمل حياتها ومع من تريد ، فهي ليست عالة أو فرد منقوص، هي الأم والإبنة والطالبة و المعلمة والمعيلة في كثير من الأحيان لبعض الأسر.. .
بعض الفتيات يحاولون الهروب من ” العنوسة ” ، بينما في الحقيقة يتجهن نحو إتجاه ” المطلقة ” دون أن يعلمن بذلك، عندما ينصدمن ببعض المشاكل والمعيقات التي تحول بينهم وبين تحقيق حياة زوجية سعيدة، هكذا تتحول الفتاة إلى وصمة عار  لأنها  مطلقة، اللقب الذي أعطاها إياه المجتمع، فالوقوع بين أنياب المجتمع ليس بالشيء السهل أبدا .
فالجريمة الوحيدة التي ارتكبتها المطلقة والتي لم تستطع العقلية الذكورية للمجتمع المغربي أن تتقبلها و تستوعبها هي أنها إمرأة قوية وشجاعة و واضحة قررت أن تنهي حياة زوجية لم تناسبها هذا إن قررت هي الطلاق أما في حالة قرر الرجل الطلاق فتلك هي العقوبة الكبرى .
فإلى متى ستستمر هذه النظرة الدونية للمطلقة من طرف العقلية الذكورية لمجتمعنا المغربي، فهو لا يعلم مدى قدرة المرأة على تجاوز و تخطي كل الصعوبات و بدء حياة جديدة تليق بها وبمتطلباتها، فالحياة بعد الطلاق ليست مأساوية و “نهاية الحياة” كما يعتبرها البعض، فهي تجربة لحياة جديدة.
منطقة المرفقات

قد يعجبك ايضا