” قبة المرابطين” نموذج لحضارة وتراث غني لا ينتهي

تعد القبة المرابطية إحدى المعالم التاريخية القديمة التي تركها المرابطون، الذين أسسوا مراكش وعززوا الوجود الإسلامي في الأندلس، ويعود تاريخ أبنائِها إلى القرن الحادي عشر، في عهد السلطان علي بن يوسف المرابطي عام 1106 و 1143، وكان السلطان علي قد شيدها لتكون دار وضوء للمصلين الذين كانوا يقصدون جامع بن يوسف الذي بناه السلطان نفسه، وكان السلطان ورث الحكم عن والده أمير المرابطين ومؤسس مراكش يوسف بن تاشفين، الذي يزيّن قلب المدينة الحمراء وذلك لمركزها وتموقعها في مكان مميز يجعلها قبلةً لكل زائر يحط رحاله في مراكش، فتوجد على بعد خطوات بسيطة من ساحة جامع الفنا، مرورًا بسوق السمارين الذي يعد من أشهر الأسواق التقليدية في المغرب وخارجه.
يعتبر تصميم هذه المَعْلَمة من المميزات التي أكسبتها سمة التفرد، حيث برع مشيدوها في إعطائِها شكلًا مستطيلًا، تحمل الواجهات الخارجية للقبة نقوشًا غنيةً تمثل أقواسًا وأشكالًا تحاكي نجمةً سباعيةً، يزيّن مدخلها من جهتي الشمال والجنوب قوسان مزدوجان على شكل حدوة فرس، ومن جهتي الشمال والشرق قوسان مفصصان، وتحتوي القبة المرابطية مستويين متمايزين بوضوح يفصل بينهما على ارتفاع خمسة أمتار وشريط زخرفي رقيق أملس ناعم وقليل الظهور، وتتكون زواياها الخارجية من أربع دعائم متينة وقوية، كما أنّها تتميز بمخططها المستطيل وطولها البالغ سبعة أمتار ونصف وعرضها البالغ خمسة أمتار ونصف، فضلًا عن علو يبلغ 12 مترًا، ويتوسطها صهريج للوضوء يحيط به مجرى لتصريف المياه المستعملة، وتم اكتشاف أربعة صهاريج أُخرى تعلو الصهريج الأول، كل واحد كان يمثل طبقة أرض، كما أنّ القبة تتميز بهندستها المعمارية التي يعادلها شيء، التي تبرز جمالية الثقافة المغربية وتظهر في مجموعة من الأقواس المتناسقة والمميزة بتصميمها وزخارفها المنقوشة، وتبيّن مدى براعة المهندسين والصُنّاع التقليديين المغاربة.
تساهم بشكل كبير في إنعاش مجال السياحة على مستوى المدينة كباقي مختلف المعالم التاريخية التي تستقطب السياح من كل حدب وصوب، حيث تعتبر هذه المَعْلَمة التاريخية مقصدًا لكل زوار المدينة من مختلف الجنسيات.

قد يعجبك ايضا