عبدالغني أبو العزم يفتح “سيرته الذاتية الشعرية” في دار الشعر بمراكش

متابعات:

خط جمهور دار الشعر بمراكش لحظة استثنائية خاصة، أمس الجمعة (12 نونبر) بفضاء الدار بالمركز الثقافي الداوديات، ضمن فقرة “سيرة شعرية”. هذه الفقرة الجديدة التي أطلقتها دار الشعر بمراكش في موسمها الخامس، لتنضاف لسلسلة الفقرات الشعرية والثقافية التي تحتفي بشجرة الشعر المغربي، واختارت أن تحتفي، في أولى حلقات هذه الفقرة الجديدة، بالأكاديمي والكاتب واللغوي المرموق عبدالغني أبو العزم، وبإصداره “هكذا حدثني المنفى” (سيرة ذاتية شعرية). وافتتح اللقاء بقراءات شعرية من “هكذا حدثني المنفى”، بصوت أحد شعراء ورشات الكتابة الشعرية لدار الشعر بمراكش، الشاعر إسماعيل آيت إيدار، في التماعة واعية بين أجيال الإبداع المغربي.

وأضاءت هذه الفقرة بالحضور والمشاركة الشاعرة مليكة العاصمي، في شهادة مؤثرة، أعادت من خلالها، سرد بعضا من تفاصيل رحلة الكاتب عبدالغني أبو العزم. من مسار البحث العلمي والأكاديمي في حقل الدراسات المعجمية، الى كتاباته الإبداعية في مجال الرواية والقصة والدراسات انتهاء بسيرته الشعرية. وتوقفت الشاعرة العاصمي عند لحظات فارقة في مسارات رحلة أبو العزم، بين ضفاف حلم الوطن وأحلام جيل. وقد راكم الكاتب واللغوي والشاعر عبدالغني أبو العزم تجربة غنية في مجال البحث العلمي، ابتداء من كتابه “المنهج والنص: مدخل إلى التحليل الإحصائي اللغوي للنصوص الأدبية”، وترجمته ل”ألف سنة من حياة اليهود بالمغرب”، و”المعجم المدرسي أسسه ومناهجه”، و”لمعجم الصغير”، وتحقيقه ل”أعز ما يطلب” للمهدي بن تومرت، ونصوصه الروائية “الضريح” و”الضريح الآخر” (المتوجة بجائزة المغرب للكتاب)، ومجموعته القصصية “ظلال البيت القديم”، ومعاجمه “المعجم اللغوي التاريخي، منهجه ومصدره”، و”معجم الغني الزاهر”.. ويعد “معجم الغني الزاهر” للأكاديمي اللغوي الكاتب عبدالغني أبو العزم، والحاصل على الماجستير من جامعة السوربون ودكتوراه الدولة من جامعة الحسن الثاني في المعجميات، مرجعا أساسيا لا محيد عنه خصوصا أنه مؤلفه يعد من أبرز مطوري اللغة العربية ومن أبرز الأسماء المعجمية العربية ممّن أغنوا المكتبات العربية في حقل الدراسات المعجمية. وفي اختياره بروح الشاعر، إصدار “هكذا حدثني المنفى” سيرة ذاتية شعرية، يعود الشاعر عبدالغني أبو العزم الى ذاته من خلال نصوص شعرية كتبت ما بين مرحلة 70 ومطلع 80 من القرن الماضي.

وقارب الناقد والأكاديمي عبدالعزيز جسوس سيرة “عبدالغني أبو العزم” الشعرية، من خلال ورقة نقدية حاولت سبر أغوار الكتاب، متوقفا عند تيماتها وبنياتها الفنية. واعتبر أن اختيار “سيرة ذاتية شعرية”، والتي ذيل بها المبدع كتابه السيري، يحدد مسارها الأجناسي ضمن تبويب اختاره: “هكذا حدثني المنفى 1″، و “هكذا حدثني المنفى 2”. ولاحظ الناقد جسوس ميول قصائد السيرة الشعرية الى التكثيف والقصر، الى جانب أنها كتبت ضمن “مرحلة المنفى” وجل النصوص محددة بتواريخها الى جانب الإهداءات. ولم يغب الجانب المعجمي عند عبدالغني أبو العزم، في الشعر، ضمن حرص بليغ على حضور نصوص “تمثل سيرة ذاتية من خلال الكتابة الشعرية”.

انتقل الناقد عبدالعزيز جسوس، في القسم الثاني من مداخلته، الى مقاربة تيمات النصوص وبنيتها الداخلية. توقف عند البعد الأجناسي ومفارقاته، وعند هذا التنويع الدلالي، الذي يبحر في الكثير من التفاصيل الإنسانية والموضوعاتية. معرجا في النهاية، على قدرة المبدع عبدالغني أبو العزم نسج تفاصيل الذاكرة، ضمن منجز شعري سيري يستدعي من خلاله، ما علق في تخوم الذاكرة. سيرة الشاعر ليست في النهاية، إلا “سير” جيل كان يحلم بالوطن.

أهدت الشاعرة المرموقة مليكة العاصمي، قصائد تستدعي الفرح ب”بالأغاني” للمبدع عبدالغني أبو العزم، في فقرة “سيرة شعرية”، اختارت الاحتفاء به ومن خلال إصداره “هكذا حدثني المنفى”. فقرة ختمها المبدع أبو العزم بقراءات شعرية من “سيرته”، استعاد من خلالها بعضا من “ألق اللحظة الإنسانية” واجتراحاتها وانكساراتها. منوها، في نفس الآن، الى ارتباط العديد من النصوص، بلحظتها التاريخية وبشخوص وأعلام شكلت جزء من ذاكرة عبدالغني أبو العزم.

في “سيرة شعرية”، سعي حثيث لدار الشعر بمراكش الى الانفتاح على هذه الرؤى والصيغ الإبداعية، ضمن أفق السيري بمسيم شعري، والذي أمسى يشكل حضورا لافتا في خطابنا الإبداعي المغربي وأيضا استقصاء موازيا في النقد الشعري. لحظة أخرى للإنصات لأحد الإشراقات، التي أصبغت على التجربة المغربية والعربية، حضورا وإبداعا، وأسهمت في ترسيخ أفق القصيدة المغربية الحديثة. لقاء سيرة شعرية، مفتتح لسلسلة من البرامج الشعرية والثقافية الجديدة لدار الشعر بمراكش، وهي تخطو في سنتها الخامسة نحو أفق القصيدة المغربية وقضاياها، وانشغالات الشعراء وأسئلتهم.

دار الشعر بمراكش

المركز الثقافي الداوديات ـ مراكش


قد يعجبك ايضا