فاس عبق تاريخ و حضارة أمة

المدينة العتيقة بفاس مصنفة برمتها ضمن الإرث الإنساني العالمي من طرف اليونسكو. فزوروا أسواقها و تجولوا في أزقتها التي ضلت على حالها بدون أي تغيير شاهدة على عظمة هذه المدينة و رقيها منذ القرون الوسطى.

تتميز مدينة فاس العاصمة العلمية للمملكة المغربية بموقعها الاستراتيجي الذي أهلها لتكون نقطة استراتيجية للمملكة و مكانتها التاريخية التي ميزتها عن باقي مدن المغرب فطابعها التاريخي الراقي و بساطة سكانها و معالم أزقتها التي تتمثل في ممراتها و دروبها متشابكة كـأنك داخل متاهة و دهاليزها كحكايات القصص القديمة ، فاس هي البنايات العريقة اثناعشر قرنا من العطاء حضارة انسانية فاس هي الأزقة الضيقة و الزليج المغربي الجميل فاس هي جامع القرويين هي النافورات المتنوعة و المختلفة عن باقي النافورات الاخرى في المغرب فاس هي الباحات الشاسعة و الألوان المتداخلة و الأسواق التي تفوح منها روائح أشهى المأكولات و الحلويات مع رائحة عبق التاريخ أطعمة و مذاقات فاس تجذ اليها كل سكان العالم فاس هي مهد التاريخ .

لا يمكن الحديث عن فاس دونما وصف جمال أركان المدينة القديمة خاصة أطلال الرياضات العريقة المتداعية،التي كانت يوما ما قصورا فخمة، لكن الحكومة المغربية رصدت أموالا مؤخرا لترميم المعالم و المباني الأثرية بالمدينة العتيقة،أو ما يعرف بالمغرب “بفاس البالي” التي تعد واحدة من المدن الأكثر حفاظا على تراثها التاريخي في العالم العربي و الاسلامي.

 أقدم جامعة في العالم

جامع القرويين أهم و اروع جامع بالمغرب. و هناك ستدخول حرم أقدم جامعة في العالم بأسره، حيث أنها أسست في أواسط القرن التاسع. و في هذه الحقبة كان جهابدة الفقهاء و العلماء يدرسون به العلوم الأساسية الإسلامية: أصول الدين و النحو و الشريعة. و في الجهة المقابلة ستجدون مدرسة العطارين التي تعتبر أجمل مدرسة عتيقة في المدينة العتيقة

مدرسة العطارين

أنشأ المرينيون هذه التحفة الفنية في الفترة الممتدة ما بين سنة 1323 و 1325. و باحتها الداخلية مزينة بشكل رائع. و جدرانها لوحة فنية قوامها نمنمات و نقوش،على الخشب أو الجبس، لآيات قرآنية مجيدة مكتوبة بخط عربي مغربي أصيل. أما نافورتها و أعمدتها فهي مزينة بالزليج المغربي الرائع

المدرسة البوعنانية

هذه المدرسة، التي بنيت في الفترة ما بين 1350 و 1357، هي أكبرمدرسة علمية عتيقة في فاس. فما أن تقفوا عند مدخلها حتي حتى يتملككم ذهول لذيذ إلى تلك الأبواب الثقيلة الرائعة و ألواحها البرونزية المتقنة الصنع و ستعجبون أيما إعجاب بكثرة البلاطات الخزفية المزخرفة و برقة و رقي المنقوشات الجبسية و الخشبية و المنقوش و الهابطات (الدلايات) المنقوشة ببراعة و المعروفة بالمقرنص لدى العارفين بعمارة المسلمين وأساطين فن البناء لدى المرينيين. أما باحة المدرسة و فناؤها فمكسو بالجزع و الرخام و تعلوها أفاريز من القرميد الأخضر الذي إشتهرت به فاس

المدارس العلمية المنتشرة في المدينة العتيقة بفاس عالم فني و منظومة جمالية معمارية تشهد بجمال و روعة الهندسة المرينية الفاسية.

مراسلة- سهام حجري


قد يعجبك ايضا