“الاجتهاد المقاصدي والسّلم المجتمعي في ضوء السّيرة النبويّة” انطلاق للأحتفالات في القيروان بمهرجان المولد النبوي الشريف في دورته الثامنة وهو اكبر للأحتفالات الروحية والثقافية والسياحية وانطلقت يوم الأحد 31 أوت وتتواصل حتى السبت 6 سبتمبر،2025 لتُحوّل مدينة القيروان إلى قبلة للزوار من داخل تونس وخارجها. أبرز ملامح هذه الدورة وهي “دورة الشيخ المقرئ علي البراق”، أحد أعلام القيروان في تجويد القرآن الكريم.
وسيتم تنظيم العروض في اماكن متعددة كقلب المدينة العتيقة، خاصة بجامع عقبة بن نافع ومقام الصحابي أبي زمعة البلوي وساحة اولاد فرحان إضافة الي 263نشاط ديني في كافة معتمديات القيروان . وقد تزيينت المدينة بال فوانيس، ولافتات تحمل آيات قرآنية وأحاديث نبوية، تزين الشوارع وتضفي طابعًا روحانيًا فريدًا. اما عن البرنامج فيتضمن ختمات قرآنية ومسابقات في التلاوة والسيرة النبوية. ندوات إسلامية دولية ومسامرات علمية في جامع عقبة وعروض صوفية يومية وأناشيد روحية في الساحات العامة و تكريم الفائزين في مسابقات حفظ القرآن الكريم و معارض للصناعات التقليدية، أنشطة تجارية، ومسابقات متنوعة إضافة الي المعارض ومن متوقع حضور نحو 500الف زائر، خاصة مع تزامن المهرجان مع عطلة الصيف وقرب العودة المدرسية، مما يمنحه طابعًا شعبيًا واسعًا. كما انتتظمت احتفاءا بذكرى بالمولد النبويّ الشّريف، النّدوة المولديّة في دورتها (53) يومي الاثنين والثلاثاء 01و02 سبتمبر 2025 تحت عنوان “الاجتهاد المقاصدي والسّلم المجتمعي في ضوء السّيرة النبويّة” واشرف علي النّدوة الدّكتور أحمد البوهالي وزير الشّؤون الدّينية وسماحة مفتي الجمهوريّة التونسيّة الشّيخ هشام بن محمود والسّيد عبد اللّطيف البوعزيزي رئيس جامعة الزّيتونة ويشارك فيها ثلّة من المتخصّصين.
ومندوب الجهوي للشؤون الدينية بحضور متدخلين في الشان الديني وتهدف الندوة إلى إبراز القيم السامية التي تحملها السيرة النبوية الشريفة والتأكيد على دورها المحوري في تعزيز السلم المجتمعي وترسيخ مقاصد الشريعة في مختلف مجالات الحياة. وقد أكد المنظمون أن شعار هذه الدورة يعكس الحاجة الملحة إلى تجديد النظر في السيرة النبوية من منظور مقاصدي، بما يسهم في مواجهة التحديات الراهنة وبناء مجتمع متماسك ينعم بالاستقرار والوئام. وشهد افتتاح الندوة حضور عدد من الإطارات الجهوية وممثلي المؤسسات الرسمية إلى جانب ثلة من الأساتذة الجامعيين والباحثين في الدراسات الإسلامية، الذين سيقدمون على امتداد يومين سلسلة من المداخلات العلمية.
وستتمحور هذه المداخلات حول عدة محاور أساسية، أبرزها: دور السيرة النبوية في ترسيخ قيم السلم والتعايش، مفهوم الاجتهاد المقاصدي في الفكر الإسلامي المعاصر، إضافة إلى إسهامات السيرة في معالجة القضايا المجتمعية الراهنة. وأكّد وزير الشؤون الدينية في كلمته الافتتاحية أن الندوة المولدية تعد موعدا سنويا متجددا يعكس مكانة القيروان كحاضرة للعلم والدين. وقال “إن الاحتفاء بالمولد النبوي لا يقتصر على الطابع الاحتفالي فحسب، بل يشكل فرصة للتعمق في القيم التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تبقى منارة للأمة في مختلف العصور.”.
وتأتي هذه الدورة الجديدة من الندوة المولدية في ظرف إقليمي ودولي يفرض التفكير في مقاربات جديدة تضمن التوازن بين الحفاظ على الهوية الدينية والانفتاح على قضايا العصر، وهو ما يسعى إليه الباحثون المشاركون عبر دراساتهم ومداخلاتهم. وينتظر أن تختتم الفعاليات بتوصيات عملية ترفع إلى وزارة الشؤون الدينية قصد تفعيلها ضمن برامج التثقيف الديني والتربية على القيم.
تعتبر عاصمة الاغالبة من أهم المدن الإسلامية وأول عاصمة إسلامية في المغرب العربي وتكتسب احتفالات المولد النبوي الشريف فيها أهمية خاصة حيث يتدفق عليها الآلاف من الزوار من تونس وخارجها لإحياء هذه الذكرى العطرة وتنشيط السياحة الدينية. الاحتفالات بعتبرها التونسيون فرصة لتعزيز مكانة القيروان كمركز أشعاع ديني وثقافي، وتنشيط الحركة السياحية والاقتصادية في المدينة و التزام تونس بالحفاظ على تراثها الديني والثقافي، وتعزيز قيم التسامح والاعتدال.

