بعد طول انتظار، جديد فنان القيم
عمر أيت سعيد… قلعة موسيقية تضاهي القلاع التاريخية
الألبوم الرابع قفزة نوعية في المسار الفني لهذا الفنان
يطل علينا الأستاذ والفنان الموسيقي المبدع “عمر أيت سعيد” بعمل موسيقي جديد يحمل عنوان “أزهار الجبل” بعد غياب طال في نظر عشاقه ومشجعيه ومعجبيه وجمهوره الذي ينتظر دائما جديد إبداعاته الفنية بشغلف ولهفة كبيرين. الأستاذ “عمر أيت سعيد” – كما أراه – إنسان ذو ذوق فني رفيع وعقل شغوف محب للاغتراف من ينابيع العلم والمعرفة، إنسان متفان تفاني النحل عما هو جميل وأصيل، إنسان متواضع حتى أبعد الحدود حامل لقيم قلّ نظيرها في هذا العصر، إنسان يغني للإنسان بصفة عامة ولإنسان الهامش الباحث عن الحق والحقيقة، يغني لمعتقلي القضية الأمازيغية وللإنسان الأمازيغي، يغني للحياة والجمال، يغني للقيم الأصيلة، يغني للطبيعة بآلائها الكثيرة وعطاياها الوفيرة، يغني للصغير كما يغني للكبير… ينقب في خبايا التراث الشفوي للمنطقة فيجلّي الصدأ عما خفت، ويبعث الحياة فيما قد بدأ يحتضر، فنراه يعيد غناء تلك الأغاني التراثية الخوالد بتوزيع جديد وإيقاعات تساير إيقاع الحياة المتسارع وإلقاء مطواع لما يهواه جيل اليوم. إلى جانب التعامل مع التراث، نجد فناننا المتألق “سعيد أيت سعيد” يتعامل مع شعراء المنطقة ممن هم من أصدقائه ويغني لهم بعضا من قصائدهم التي استهوته كالشاعر والأستاذ والفنان الموسيقي والتشكيلي “موحى ملال” إلى جانب الاستاذ “حميد طالبي”. “عمر أيت سعيد” إنسان شامل متعدد المواهب فإلى جانب صفة الأستاذ المربي للأجيال، فهو أستاذ باحث في التراث، مهتم باللغة والثقافة الأمازيغيتين، فنان تشكيلي انطباعي ذو لمسة فنية فريدة، فاعل جمعوي نشيط خدوم ومتفان في خدمة المجتمع المدني، وهو شاعر له إنتاجات شعرية عديدة وهو ما يسمح له بشكل كبير أن يعبر شعرا عما يريده ومن ثم تلحينه وغنائه وهو ما تجسد في هذا الألبوم بشكل كبير حيث أن حصة الأسد من الأغاني التي يتضمنها من إبداعه الشخصي المأخوذة من ديوانه الشعري، وإن كان تعامل مع الأستاذ “حميد طالبي” في تنقيح ومراجعة قصيدتين من بين قصائده المغناة حتى اكتستا حلة جديدة وبنفس أكثر تميزا في إطار التشاور المتبادل بين الاثنين. جديد هذ السنة يتمثل في أداء أغنية باللغة الفرنسية، وهي فكرة لازمت الفان “عمر أيت سعيد” منذ وقت ليس بالقريب، فهو ممن يؤمن بضرورة التعريف بالأدب والتراث الأمازيغيين وإيصاله إلى الشعوب الأخرى من أجل فهم سلس لرسالة الشعب الأمازيغي، وهو ما جسده في أعمال إبداعية أخرى حيث يعمل على ترجمة أعماله الإبداعية إلى اللغة الفرنسية كعملية عكسية لعملية الترجمة من اللغات الأخرى إلى اللغة الأمازيغية، فدوما يقول إننا تعرفنا على الأدب العالمي وحان الدور على العالم أن يتعرف على الأدب الأمازيغي.
يعتبر الألبوم الجديد قفزة نوعية ودفعة إضافية في مسار الفنان المتميز “عمر أيت سعيد” حيث وسمه بألحان جديدة وكلمات مختارة وإيقاعات متميزة وأداء عملاق. وهو ثمرة عمل جماعي بين عديد من الوجوه الفنية المبدعة أثثت الألبوم فإلى جانب أعضاء الفرقة الموسيقية المشكلة من الفنان “عمر أيت سعيد” – شعرا ولحنا وأداء – ومن الفنان “خالد رياض” مروّض القيثارة إلى جانب الفنان الشاب “أرجدال عبد الصمد” بأدائه المزدوج على القيثارة والهارمونيكا، والفنانين الواعدين “بارجا محمد” و”إبراهيم كتبي” بدور الكورال والأداء بالناي على التوالي. إلى جانب هؤلاء نجد الفنان والموسيقي المتألق “أمناي” في أداء ثنائي “دويتو” رائع مع الفنان “عمر أيت سعيد”، بينما انبرى التقني البارز “سعيد أوشطو” للميكساج وتكفل المصمم الألمعي “سيفاوين” لتصميم غلاف الألبوم والذي تفنن في هندسته بلمسة ورود قلعة مكونة الفواحة.
يتضمن الألبوم الجديد “أزهار الجبل” أحد عشر مقطعا موسيقيا متنوعا، حيث لحن الفنان “عمر أيت سعيد” وأدى باقة من أشعاره التي ألّفها والتي نشر البعض منها على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها ما سيكتشفه الجمهور لأول مرة. وهذه الأغاني هي :
1 – Nvra ak, a ëbbi !
وتصنف في خانة الابتهالات والتضرع والأمداح والاعتراف بآلاء الله ونعمه على الإنسان فهو من يكشف السوء عنه ويمده بيد العون لتخطي المحن والمصاعب، ليختمها بطلب بر الوالدين وطاعتهما ومحبة الأهل والأصدقاء. وقد أداها بشكل سلس وانسيابي تستطيبه الأذن.
الأستاذ الباحث حميد طالبي

