مؤسسة الإصلاح والتهذيب ( السجن المدني ) المحلي بخريبكة تحتضن أول تظاهرة سينمائية بالمغرب نوعا وكما !!
في نشاط استفاد منه 140 سجنا منهم 11 امرأة ينتمون ل 23 بلدا إفريقيا وتتنوع الأسباب التي أرغمتهم على التواجد داخل السجون المغربية جاءت مبادرة فريدة ومتفردة في تاريخ الأنشطة السينمائية من تنظمها مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية على مدار أربعين سنة أو على مسير حوالي عشر سنوات من إدماج برنامج العروض السينمائية بالسجن ضمن البرنامج العام لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة ، كذلك من حيث التفرد والأسبقية أن المندوبية السامية للسجون وإعادة الإدماج تقوم بنشاط ثقافي لفائدة نزلائها بهذا الحجم وبهذه الصيغة : باستقدام السجناء من جذور افريقية هم نزلاء سجون بعدد من المدن المغربية وإشراكهم بنشاط موحد وكذلك فتح باب التواصل والتحاور مع المسؤولين المباشرين عن شان السجون وإعادة الإدماج ، كما المحور الذي اشتغلت عليه الندوة في بعده ” الإدماج ” تقوم المندوبية السامية للسجون بتفعيل احد مركزاتها الأساسية أي إدماج السجين والتخفيف من عدد حالات العود كما جاء في اغلب الكلمات الرسمية التي افتتح بها هذا اللقاء ” من اجل تحويل المؤسسة السجنية إلى فضاء للاندماج والإبداع عبر الأنشطة التي لها أبعاد ثقافية يشعر فيها النزلاء بهوياتهم كما تساهم هذه الأنشطة في الاندماج . . . “
المقاربة الثقافية طريق لإدماج المهاجر .
في إطار الأنشطة التي تعرفها الدورة العشرون للمهرجان ، احتضنت مؤسسة الإصلاح والتهذيب ( السجن المدني ) المحلي بخريبكة الشطر الثاني من الندوة الخاصة ب ” : قضية الهوية الإفريقية في السينما .، الندوة التي افتتحت بكلمات رسميتا لقاها المندوب السامي لإدارة السجون وإعادة الإدماج ، ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء ومؤسسة مهرجان السينما الإفريقية الجهة المنظمة لهذه الندوة بالتعاون مع المندوبية السامية للسجون وإعادة الإدماج .
وبعد الجلسة الافتتاحية انطلقت اشغال الندوة بمشاركة عبد الله بوصوف (الكاتب العام لمجلس الجالية المغربية المقيمين بالخارج ) والذي أكد أن أوربا التي تعتبر نفسها النموذج الكوني والمركزي فقد نهجت اسلوبين ، ففرنسا التي سعت إلى إدماج الأفراد أما الانجليز فالى إدماج المجموعات ، والنموذجين فشلا على اعتبار إن الدول الأوربية لها عداءات مع الشعوب التي استعمرتها في فترات سابقة أما خاصية المغرب في تفاعله مع الهجرة فهو بلد ليس في حاجة ليد عاملة ، وليس له سوابق استعمارية أو مواجهات مع دول إفريقي يبقى أن الاصطدام الوحيد كان في العهد المنصوري فانه يعود إلى قرون ماضية ، والمغرب له تكامل وتشابه على مستوى التعدد الثقافي مع عدد من الدول الإفريقية …ورغم هده المميزات وأخرى فان المغرب يفتقد لتصور حول الإدماج بدءا من البرامج الانتخابية والبرامج الدراسية …الخ وغيرها من الحوامل الثقافية لتمرير أفكار وتصورات حول مفهوم الإدماج الثقافي وختم المتدخل كلامه بان كل ” حديث عن الاندماج يجب أن يكون شموليا على اعتبار ان المغرب يشترك مع المهاجر الافريقي في العادات والتقادليد واللباس والاكل والموسيقى ( الكناوية نموذجا )

المشاركة الثانية في هده الندوة فاطمة ايت المدني أستاذة بمعهد الدراسات الإفريقية بالراباط التابعة لجامعة محمد الخامس فقد كانت مداخلتها غنيا بالأرقام والمعطيات الاستبارية ونتائجها أدت إلى نتيجة مفادها أن المهاجرين الأفارقة لا يشكلون من مجموع المهاجرين الأجانب بالمغرب سوى 20% والأغلبية من الأوربيين ونسبة ضئيل من المشارقة . لتقترح مخرجا لعملية الإدماج ب ” بالرعاية الاجتماعية والدعم النفسي ” ونفس الاقتراح ذهبت إليه خديجة صواري والتي ركزت على الجانب الدعم النفسي والرعاية الاجتماعية لكي يشعر المهاجر بنوع من الإنسانية التي تحيط به ، مع احترام أصوله الثقافية ومرجعياته الدينية والاثنية التي يحملها معه .
أما السينمائي بلوفي باكوبا فقد أن نبه الحضور اللباس الموحد الذي ارتداه السجناء والسجينات وهو اللون الأبيض ورمزته وبالاعتبار السينما شكل من أشكال التعبير فان كل الرموز تحمل معاني ودلالات والأبيض له دلالات ليعطي نماذج من الإبداعات السينمائية التي قاربت موضوع الهجرة والمهاجرين من خلال أبعاد متعددة تلامس أو تعالج مسائلة الإدماج الثقافي داخل المجتمعات المستقبلة للمهاجرين .
ثلاث عبد العزيز / مدينة خريبكة

