الجلسة البربرية خامة ثقافية تاريخية تلبي رغبة عشاق الفن العريق في الحصول على المتعة

عندما نقول الجلسة البربرية فإننا نقصد تلك الخامة المغربية التقليدية المتجدرة في عمق التاريخ القديم، والتي انتقلت من المنزل البربري الأمازيغي البسيط، الذي عادة ما يخصصه أهل المنزل للضيوف واستقبالهم في مكان يعد بالنسبة نظيفا ومرتبا ويتوفر على أفضل الأفرشة والوسائد، لتتحول هذه الجلسة اليوم، إلى مختلف البيوت الراقية والعصرية وأيضا الفنادق الفخمة ودور الضيافة المنتشرة في كل أرجاء المملكة المغربية، خاصة المدن العتيقة كمراكش وفاس ومكناس، حيث أصبحنا نرى تلك الجلسة متوفرة وبلمستها التقليدية الرائعة التي تخطف أنظار الضيوف سواء من المغاربة أو السياح الأجانب.

الجلسة البربرية لمسة عريقة مميزة تقرب الزائر من جذور التاريخ المغربي

لقد أصبح الإقبال على الجلسة البربرية في السنوات الأخيرة بشكل كبير، إذ أنها خامة غاية في الروعة تعود إلى حقب زمنية قديمة جدا، وهي أصبحت مطلوبة بشكل كبير لدى الزوار خاصة عشاق اللمسات التقليدية والخامات الثقافية الشعبية التي ما تزيد السياح من كل الجنسيات إلا تعريفا عميقا لما يمتاز به المغرب من خامات متنوعة ولمسات ثقافية لا يمكن أن تمتزج وتعطي تلك الصورة الخاطفة للأنظار إلا في مغرب جمع من فن طرب، إنها الجلسة البربرية التي  هزت رحالها من المناطق الجبلية لتصبح اليوم الثقافية التي تتميز بها المملكة والتي يتم اعتمادها في مختلف المنازل سواء كانت عصرية أو تقليدية أو حتى كلاسيكية ، هذا بالإضافة إلى أنها رمز من رموز الجمال والتعبير الثقافي التي يتم استخدامها في مجموعة من المنتجعات والقصبات السياحية في القرى والجبال وحتى في المدن، والتي تكثر وتشهد بشكل كبير في إقليم الحوز ، حيث تعد الجلسات البربرية المغربية مقصدا لعشاق اللمسات العريقة والخالدة والتي يتوارثها المغاربة من جيل لآخر .

جمالية خاصة وروح عميقة تعكس تلك الثقافة المميزة للجلسات البربرية

كما أن هذه الجلسات البربرية تتميز بجمال عريق ، كونها تخاطب التاريخ القديم وتعكس تلك الثقافة التي تتنوع وتختلف من مكان إلى آخر، حيث  تتميز بمجموعة من الخصائص الرائعة التي تجعل الأفراد يقبلون على اختيارها وتخصيص أماكن خاصة لها في منازلهم ، وغالبا ما تعتبر مكانا أنيقا ومميزا كمتحف عريق يعرض مجموعة من التحف الفنية والخامات التي لا يمكن أن تجدها إلا في الصالون التقليدي المغربية أو الجلسة البربرية المغربية ، والتي تنطلق أولا باعتماد تصميم خاص للجدران إذ يجب أن تحمل لمسات عريقة وقديمة كخامات الحجر والصخر التي تجعل الجدار يبدو قديما ويحاكي حقبا زمنية ولت وعدت ، إضافة إلى اعتماد الأثاث المميز والمختلف تماما عن المعتاد والذي يتنوع بين الجلسة الأرضية المنخفضة والمتوسطة ، وغالبا ما تكون بألوان قوية وصارخة كالأحمر والبرتقالي والزهري الفوشيا واعتماد مجموعة من درجات هذه الألوان التي تزيد من أناقة الجلسة وتميزها.

مجموعة من اللمسات العريقة تضفي رونقا خاصا على الجلسة البربرية

هذا وتحتوي الجلسة أيضا على مجموعة من الإضافات الراقية والقديمة التي تنطلق بالسجاد البربري المزخرف والمنقوش إضافة إلى تلك الكنبات المنقوشة أيضا والتي تكون مسطحة ، كما أن جمالية الزخارف والنقوش الرائعة تغمر أيضا الوسائد التي تتنوع بين الكبير والمتوسط والصغير، حيث تشعرك أنها تغني الجلسة، التي لا يمكن أن تكتمل إلا بوجود هذه الوسائد المتعددة والمتميزة ، كما أن خامة القطع الأثرية والتحف الفنية التي تتنوع بين القطع المصممة من النحاس المنقوش والمزخرف إضافة إلى المصممة أيضا من الفضة ذات الزخارف الراقية والعتيقة ، وأناقة وجاذبية القطع الجلدية المنقوش برموز الحناء وغيرها ، فضلا عن تحف الخشب ولمسات أخرى لا يمكن أن تكتمل جماليتها إلا في هذه الجلسة.

التميز والتنوع والغنى في خامات الجلسة البربرية يجعلها مطلوبة في كل مكان

كما أن جمالية الجلسة البربرية أو الأمازيغية تكتمل بوجود تلك الخناجر النحاسية والفضية والحديدية التي تختلف في أشكالها وأحجامها والغنية بتاريخها الذي تحسه وتشعر به وتراها انطلاقا من تلك النقوش، لاسيما عندما يتم تزيين الجدران بها، فضلا عن الأباجورات التقليدية وتلك الصواني البلدية الخاصة بتقديم الشاي المغربي ، في كؤوس عريقة بألوانها الزاهية، ولا يمكن أن تكون جلسة بكل ما في الكلمة من معنى إلا برؤية جمالية حروف ” تيفيناغ ” ورموزها التي تزين إما السجاد أو الوسائد أو غيرها من الخامات، خاصة إذا تم تنسيقها مع باقي الأثاث واعتماد تلك الطاولات العريقة التي تجعل الجلسة مميزة وتحقق الإقبال الكبير من طرف الجميع سواء كانوا مغاربة أو أجانب ليس فقط للجلوس فيها أو الاستمتاع بها في إحدى المؤسسات السياحية وإنما باعتمادها أيضا خامة ديكور راقية وغاية في الجمالية الساحرة في ركن من أركان المنزل والحصول على لمسة مختلفة من جميع الجوانب، دون نيسان تلك الراحة النفسية التي توفرها لك وأنت مستمتع بها، إما بمفردك أو مع الأهل والأصدقاء.

   تورية عمر / الثقافة المغربية الأوروبية


قد يعجبك ايضا