اقتراح مهم لإحداث 6 متاحف ثقافية بسلا ضمن مشروع تأهيل وتثمين المدينة العتيق

في إطار مشروع تأهيل وتثمين المدينة العتيقة بسلا للفترة  2019/ 2023 تم اقترحت “جمعية أبي رقراق” مشروع إحداث 6 متاحف ثقافية بالمدينة، وذلك لما للمتاحف من قيمة ثقافية عريقة وأهمية كبرى في النهوض بالمجال الثقافي على صعيد المدينة.

وحسب بلاغ صادر عن الجمعية أكدت من خلاله، أن هذا المقترح نابع من أهدافها، كقوة اقتراحية معبر عنها منذ تأسيسها، في الحفاظ على معالم المدينة العتيقة لسلا بكل حمولتها التاريخية والحضارية والروحية، التي يجب المحافظة عليها باعتبارها أحد المكونات الأساسية للهوية المغربية والمعبر المادي والمعنوي عن حضارة الأمة وثقافتها.

كما عبرت على أنه من الضروري الاستفادة من هذا الموروث الحضاري والثقافي في دعم عملية التنمية الاقتصادية، من خلال صيانته وإعادة تأهيله وتوظيفه ودمجه في حياة هذه المدينة، عمرانيا واجتماعيا وثقافيا.

وأكدت الجمعية من خلال المصدر نفسه أن زياراتها الميدانية لعدد من أوراش الصيانة والترميم بسلا العتيقة مكنتها من الوقوف على سير الأشغال الجارية، مسجلة أن عملية صيانة القيسارية والخرازين تأخذ مجراها الطبيعي، وأن أعمال ترميم الأسوار والأبراج وبعض أبواب المدينة قريبة من نهايتها.

وطالبت الجمعية، بالمناسبة، إلى رد الاعتبار لمدخل المدينة عبر تطويره وتجميله وفق متطلبات العصر، تناغما مع محيطها المجالي الحضاري ومع المشاريع الملكية التي تحققت على تراب عمالة سلا.

ونقل البلاغ عن نقيب الشرفاء الحسونيين وعضو المكتب التنفيدي لجمعية أبي رقراق عبد المجيد الحسوني قوله إن سلا تعد إحدى المدن المغربية الزاخرة بالتراث والتاريخ النابض في أركانها وحناياها، وقدمت عبر العصور نموذجا ثقافيا كليا “شمل التصوف والآداب والطب والتاريخ والموسيقى والصحافة والدبلوماسية و السياسة والعمارة”، فضلا عن تميزها بتسامحها وانفتاحها على الثقافات الأخرى لتكون بهذا المعنى “مدينة الحضارة الملهمة”.

واعتبر أن تأهيل المدينة العتيقة “مسؤولية الجميع”، وبالدرجة الأولى النخب السياسية والفكرية والعلمية المواطنة والسلطات المحلية والمنتخبة وجمعيات المجتمع المدني، لتنفيذ المشروع الملكي التنموي المجالي لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.

وحسب الحسوني، فإن إعادة تأهيل المدن التاريخية وإدماجها في محيطها الحضري بطرق فاعلة يوفر أحد المخارج الآمنة، وأن تنامي الحس التراثي في الكثير من المدن المغربية، وإدراك أهمية صيانة المخزون التاريخي فيها، أديا إلى رسم سياسات لصيانة وإحياء التراث وحماية الأحياء العتيقة وإدماجها في الحركة التنموية الشاملة، تماشيا مع توصيات اتفاقية التراث العالمي الموقعة مع اليونسكو، التي تؤكد “ضرورة ألا يظهر التراث بمظهر العائق الوطني بل كعنصر فعال فيه”.

وكان جلالة الملك قد ترأس بمراكش في 22 أكتوبر 2018 حفل التوقيع على اتفاقية بشأن برنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لسلا (2019-2023) بغلاف مالي إجمالي يناهز 900 مليون درهم، يهدف إلى صيانة الموروث التاريخي لمدينة سلا العتيقة، وإعادة تأهيل نسيجها العمراني، وتثمين تراثها المادي واللامادي، باعتبار المدينة العتيقة القلب النابض لحاضرة تشكل، إلى جانب العاصمة الإدارية للمملكة، قطب جهة الرباط-سلا-القنيطرة.

تورية عمر / الثقافة المغربية الأوروبية


قد يعجبك ايضا