جائحة “كورونا ” تحول 2020 إلى سنة وسائل الإعلام الإليكترونية بامتياز

تعتبر سنة 2020 سنة استثنائية بامتياز في كل شيء ولدى الجميع، ففيها عاش ومازال يعيش المغرب والعالم بصفة عامة وضعية صحية صعبة وذلك بسبب تفشي فيروس ” كورونا ” الذي سبب الخسائر الكثيرة إلحاق أضرار جسيمة بمجموعة من القطاعات المتنوعة بما فيها الصحافة الورقية وسوق الإشهار، وذلك بعد إغلاق هذه المؤسسات تفاديا لانتشار الفيروس، ولكن دائما ما يقال ” مصائب قوم عند قوم فوائد” حيث لم يجد المواطن المغربي أمامه سوى التوجه إلى الصحافة الاليكترونية لا سيما في ظل فترة الحجر الصحي.

فقد تحول المجال الرقمي هو الملاذ الأول لكل المغاربة والناس حول العالم لمعرفة كل المعلومات لا سيما فيما يتعلق بظروف وتطور جائحة ” كورونا ” في ظل القيود الصارمة التي فرضت على الجميع فيما يتعلق بالتنقل وإغلاق نقط البيع، حيث أصبح الانتقال إلى الرقمنة هو الوسيلة الوحيدة أمام الناس وهو ما ساهم بشكل كبير في جذب واستقطاب أرباب مؤسسات الصحافة الاليكترونية متابعين جدد.

وفي المغرب، انتقلت العديد من وسائل الإعلام إلى العالم الرقمي، وقدمت، علاوة على نسختها الورقية، نسخة إلكترونية كتجربة مجانية خلال فترة الحجر الصحي، وهو ما لقي إقبالا في صفوف الجمهور، وبعد استئناف الطباعة الورقية، سيكون التحدي هو إرساء عادة جديدة لشراء المحتويات الرقمية، والقيام بذلك دون ضغط على المستهلكين. وهكذا، تسعى العديد من وسائل الإعلام “التقليدية” إلى تقديم عروض اشتراك على منصاتها الإلكترونية.

وبدأت بعض وسائل الإعلام بالفعل هذه العملية من خلال دمج خدماتها الإلكترونية والاشتراك في وسائطها، وعبر تقليل عدد محتوياتها المتاحة مجانا على الإنترنت، وتسير وسائل الإعلام هذه على خطى أخرى كانت قد شرعت في هذه العملية قبل الأزمة الصحية، مثل أسبوعية (تيلكيل) سنة 2018، ومن المتوقع أن تتبع بوابات إخبارية أخرى نفس النهج.

ولأن اعتماد النموذج مدفوع الأجر يعزز وفاء الجماهير عبر تقديم محتويات موثوقة وذات جودة عالية، فإن وسائل الإعلام الإلكترونية أصبحت ملزمة بالتحقق من الأخبار التي تبثها على وسائطها الرقمية وتجنب المقالات التي تسعى فقط إلى الحصول على أكبر عدد من النقرات.

ويتقاسم هذا الإقبال على وسائل الإعلام الإلكترونية مستخدمو الإنترنت في جميع أنحاء العالم. ففي فرنسا، على سبيل المثال، تتوفر جريدة (لوموند) على 95 ألف مشترك، و(ميديابارت) على 50 ألفا، و(لو فيغارو) على 35 ألفا.

ووفقا لموقع (ميند نيوز)، شهدت وسائل الإعلام الثلاث زيادة في معدلات الاشتراك فيها بنسب بلغت 42 في المائة و29 في المائة و27 في المائة، على التوالي، في غضون ستة أشهر. كما استفادت صحيفة (لو بوان) من زيادة بنسبة 42 في المائة، بإجمالي 30 ألف مشترك رقمي، و(كوريي أنترناسيونال) بنسبة 50 في المائة مع 54 ألف مشترك، بينما سجلت (لو باريزيان) و(أو بي إس) زيادة بنسبة 46 في المائة و43 في المائة، على التوالي.

تورية عمر / الثقافة المغربية الأوروبية


قد يعجبك ايضا