ماحي بينبين يفتتح معرضا فنيا جديدا يبرز من خلاله المعاناة الإنسانية بمراكش

لا يتوانى الفنان التشكيلي والنحات المغربي ماحي بينبين في تقديم أروع اللوحات الفنية وأجمل الأعمال الراقية المميزة التي يمتع بها الجمهور من عشاق هذه الفنون، وها هو يقدم مرة أخرى مجموعة من الأعمال الجديدة بمعرض تحت عنوان وبعنوان “Horizon oblique” أو أفق مائل، يفتح هذا المعرض أبوابه برواق “Comptoir des mines” بالمدينة الحمراء التي تعتبر مسقط رأس الفنان.

ويعتبر هذا المعرض الفني الجديد الذي يفتتحه الفنان ماحي بينبين فرصة لتجديد اللقاء وتقديم أروع الأعمال بشخوص لوحات ومنحوتات إبداعية التي اعتمد فيها الفنان على الخروج من العالم المقيد واعتماد الذاكرة الجمعية وتجربة العيش الإنساني.

ومن بين المنحوتات المعروضة عمل يظهر فيه رهان على الحاجة إلى التعاون الواعي المثقّف، الذي يسند فيه الفرد الفردَ، ويبني الجماعة، ويساعدها، بشكل متبادل، على حفظ ذاتها، وتماسكها، واستمرارها في الوعي بذاتها ومحيطها، ولو اختلفت وجهة كلّ إنسان.

ويطبع لوحات أخرى، في هذا المعرض، جوّ مرعب، مؤلم، دام… حمرة قانية، ولا حضور إلا للرّماديّ والأسود، شخصيات منكسرة في حركة مستمرّة، نحو ذاتها، أو في تطلّع إلى السّماء، طلبا للفَرَج، ويحضر في بعضها الآخرُ المواسي، أو الآخر الذي يشارك المأساة، كما يحضر الآخر القاهِرُ الذي تطأ قدمه الرقاب، أو الذي ينظر من علٍ (باحتقار؟) إلى نظيره الإنسان. سلسلة من مآسي الإنسان التي لا مسبّب لها، من حيث المبدأ، إلا أخوه الإنسان، ولا مُنجي، له، منها إلّا هُو.

ونجد، طبعا، في أعمال معرض ماحي بينبين الجديد، الإنسانَ المسجون الذي تحصره، مع إخوانه، دائرة أو صندوق ضيّقان، يثبتهما، ويعمل على استمرار قهرهِما أسراهُما! هي ذاكرتنا الجمعية، ومآسينا التي نسمح لها بأسرنا، وقهرنا، ونرفض تركها، بعدما ولّى زمن سطوتها، فنختار بالتالي أن نبقى سجناءها/ ضحاياها.

تورية عمر / الثقافة المغربية الأوروبية


قد يعجبك ايضا