جنود مغاربة بواسل،يحررون هولندا في معركة كابل أثناء الحرب العالمية الثانية

من يعتقد أن أول من دخل مملكة هولندا من المغاربة،هم مغاربة” Marokkaans gastarbeiders” العمال المغاربة الضيوف الذين دخلوا من خلال إبرام عقد اليد العاملة الذي وقع بين المغرب وهولندا يوم 14مايو من سنة 1969,فهو مخطئ. بل أول المغاربة ،هم جنود مغاربة بواسل، حاربوا جنبا لجنب مع الجنود الفرنسيين النازية والفاشية. خلال شهر ماي من كل سنة، تنظم بلدية كابيل، في إقليم زايلند، بجنوب غرب هولندا، حفلا لتكريم الجنود المغاربة الذين قضوا في الحرب العالمية الثانية لكي تنعم هولندا بالحرية، وخاصة في معركة مدينة كابيل، خلال شهر ماي 1940.

ومنذ سنة 1985، يتم تكريم الجنود المغاربة الذين ماتوا في هذه المعركة، بجانب الجنود الفرنسيين، والمدفونين في المقبرة الفرنسية بهذه المدينة،بحضور شخصيات عسكرية وازنة من ضباط وملحقين عسكريين من مختلف الدول التي شاركت في الحرب العالمية الثانية.

كما عرف حضور السفير الفرنسي بالمملكة الهولندية السيد:Luis vassy,الذي نوه بالروح القثالية التي أبانت عنها الجنود المغاربة. وبهذه المناسبة، دعى عمدة كابيل سفير جلالة الملك بلاهاي لإلقاء كلمة له. وفي يوم الخميس 20 ماي 2021، أبرز السفير عبدالوهاب بلوقي، في كلمته أن الأمر يتعلق بتكريم مستحق لـ “المقاتلين الأشاوس الذين سقطوا في ساحة المعركة من أجل الحرية، الكرامة البشرية والديمقراطية”.

وأكد السيد البلوقي، أنه من خلال القدوم للدفاع عن هولندا، تميز المقاتلون المغاربة البواسل بشجاعتهم، تفانيهم وتضحيتهم في الدفاع عن القيم الإنسانية، مضيفا “لقد تميزوا بحس الالتزام وروح الإيثار لصالح قضية عادلة، وجاؤوا من مكان بعيد مستعدين للتضحية الكبرى”.

وذكر السفير بأن 85 ألف مقاتل مغربي ساهموا في انتصار الحلفاء على النازية والفاشية، استجابة لنداء المغفور له الملك محمد الخامس، الذي وشحه الجنرال دو غول بوسام “رفيق التحرير”.

وقال السيد بلوقي “في كابيل، يسعدنا أن يوم الذكرى هذا، الذي يتم الاحتفال به كل سنة منذ 1985، يؤكد من جديد أن المقاتلين المغاربة لم ينسوا”.

وبحسب السفير، فإن هذا الحفل التكريمي هو، أيضا، مناسبة للاحتفاء بـ “الصداقة الراسخة القائمة بين شعوب المغرب وهولندا وفرنسا، التواقة للسلام، العدالة والتسامح”.

وأشار إلى “أنه يشهد كذلك على إراداتنا الراسخة، المتجددة دوما، ورغبتنا الثابتة في رفض الهمجية، كراهية الأجانب، العنصرية، وكراهية الإسلام ومعاداة السامية، وهي الآفات التي تخجل منها الإنسانية”.

وبالنسبة للدبلوماسي المغربي، فإن “الازدراء الذي أبدته بعض الأوساط علانية تجاه الجالية المغربية في هذا البلد، يقوض أسسها الإنسانية ويضرب بعرض الحائط الدروس القيمة التي علمتنا إياها هولندا عبر التاريخ”.

وأضاف أن “الصور المغلوطة بشكل فادح، والتي غالبا ما تشكل موضوع استغلال، والأحكام الجاهزة المرتبطة بالمغاربة الذين يعيشون في هولندا وخارجها، وشيطنة جالية بأكملها، عبر أفعال أقلية مرفوضة وغير مبررة، تشكل مقاربة أقل ما يقال عنها أنها جارحة ومهينة”.

وتابع السيد البلوقي أن هذا الاحتفاء بهذه الذكرى “يولد شعورا بالفخر العميق لدى أبناء بلدي. إنه حدث يدفعهم إلى مزيد من الاندماج في المجتمع الهولندي بكل حماس وتفان. وهم يدعون إلى مراجعة منطقية للأحكام الجاهزة المجانية والصور النمطية عديمة الأساس، والتي يتم إلصاقها ظلما بالمغاربة الذين يعيشون في هولندا وخارجها”.

من جهة أخرى، شدد السفير على ضرورة صيانة هذه الذاكرة لتكون “مصدر إلهام ودرسا لأجيال الحاضر والمستقبل”.

وفي الختام ثم وضع إكليلا من الزهور إحتراما وتقديرا على الجنود الذين سقطوا في هذه المعركة،ثم كذالك قرائة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء المغاربةالذين دافعوا على تحرير أوروبا، وخاصة مملكة هولندا.

حسن الركاز- الحسين حاجي الثقافة المغربية الأوروبية من أمستردام/هولندا

 


قد يعجبك ايضا