المملكة المغربية – مراكش تحتضن المهرجان الدولي لتبادل الثقافات في دورته الرابعة تحت شعار: المغرب بلد التسامح والحوار والتعايش بين مختلف الثقافات والأديان

من 25 إلى غاية 27 نونبر 2019 بعد نجاح الدورة الثالثة خلال السنة الماضية والتي عرفت مشاركة شخصيات دينية وثقافية وفنية ودبلوماسية من وزراء وعمداء مدن وبرلمانين ورؤساء جامعات ورجال أعمال من مختلف أنحاء العالم ، وتتضمن فقرات برنامج هذه الدورة الرابعة لتقديم أنشطة ثقافية وفنية متنوعة،من مسابقات الأفلام القصيرة و الطويلة والأفلام الوثائقية ومعارض الفنون التشكيلية وموسيقى ومسابقات ملكات الجمال وسفراء النوايا الحسنة وندوات ومحاضرات علمية سيحضرها باحثون متخصصون و مهتمون بمجال الثقافات وحوار الأديان، و بمشاركة فعاليات المجتمع المدني وشخصيات مرموقة من رجالات الفكر والثقافة والفن والإعلام والاقتصاد وشخصيات دبلوماسية ، ومسحيين ومسلمين ويهود مغاربة…من جنسيات مختلفة و ضيوف الشرف من أنحاء العالم. إن الهدف من تنظيم المهرجان الدولي لتبادل الثقافات بمراكش في دورته الرابعة هو التعريف بتاريخ المغرب في تعزيز الحوار بين الحضارات، واحترام التنوع الثقافي ، والتزامه بالمعايير الدولية المتقدمة انطلاقا من الرصيد التاريخي العريق للمملكة، وهويتها الأصيلة، القائمة على التفاعل الإيجابي بين مقومات الوحدة والتنوع، وانطلاقا من الدستور المغربي الجديد الذي كرس المزج المتناغم بين روافد الهوية الوطنية، والتشبث بالقيم الكونية وتبوئ الدين الإسلامي السمح مكانة الصدارة في المرجعية الوطنية، وقد نص على تشبث الشعب المغربي بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار، والتفاهم المتبادل بين الثقافات والحضارات الإنسانية بتلاحم وتنوع مقومات الهوية الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية الإسلامية والأمازيغية والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية. كما أن إمارة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، تظل هي الضامنة لاحترام معتقدات جميع مكونات المجتمع المغربي، وصيانة تقاليده العريقة، المبنية على الانفتاح والتفاعل الإيجابي، انطلاقا من تعاليم الدين الإسلامي، الداعية إلى السلام والأخوة، وحرص جلالته منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين، على التجديد العميق للحقل الديني ، وضمانه لحرية ممارسة الشؤون الدينية بالمملكة المغربية الشريفة والحفاظ على الأمن الروحي للمغاربة، في إطار القيم الحقيقية للإسلام، طبقا لمبادئ المذهب المالكي، الذي يدعو للاعتدال والتسامح، والابتعاد عن الظلامية والتطرف. فان الجهود التي يبدلها المغرب وجلالة الملك حفظه الله ، من أجل إبراز صورة الإسلام الحقيقية، التي شوهتها بعض الحملات البغيضة والمقصودة، مستغلة نزوعات التعصب والانغلاق التي يروجها بعض أدعياء الدين الإسلامي، للخلط بين جوهره القائم على الاعتدال والوسطية، غير أن تاريخ الإسلام، كفيل بتفنيد كل هذه المزاعم والمغالطات، ذلك أن المسلمين عاشوا جنبا إلى جنب مع طوائف دينية مختلفة، سواء في المشرق أو المغرب، وأبانوا عن روح التعاون والتوافق والتسامح، وعلاقات التبادل القوية التي نسجت عبر القرون، بين المسلمين وغير المسلمين من سكان حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث مكن هذا التعايش من الإسهام بنصيب وافر في تطور الفكر والمعرفة، وازدهار الفنون والحرف، وإثراء الحضارة الإنسانية . و في ظل ما يعرفه عصرنا الراهن من اهتزاز في المرجعيات، وتنامي ظاهرة التطرف والإرهاب الإيديولوجي، والجريمة العابرة للحدود، وتزايد الكراهية العرقية، والعداء للإسلام، وكل أشكال التمييز. وإن الحوار البناء والمستمر بين الدول، وتكثيف الملتقيات والمهرجانات الدولية حول تفاعل الثقافات وتعايش الأديان، والعمل على إشراك الشباب والمجتمع المدني في أشغالها، كلها وسائل ستساهم في مواجهة نزوعات التعصب والانغلاق، بطرق سلمية وحضارية. فإن الواجب الأخلاقي يقتضي العمل على تعزيز سبل التعارف والتفاهم والتواصل بين الشعوب، واستثمار التنوع الثقافي كرافعة لإغناء الحضارة الإنسانية، بدل جعله سببا للتنافر والكراهية. فنجاح أي مبادرة للحوار الحضاري يظل رهينا بهذا الشرط الأساسي ومن ثم فإنه ينبغي لكل الفاعلين المعنيين، من فعاليات أكاديمية وفكرية ومؤسسات وطنية، وجمعيات ومنظمات غير حكومية، وهيئات دولية، ووسائل إعلام، تحمل مسؤوليتهم الجماعية في بلورة آليات عملية، كفيلة بتوفير أسباب “العيش المشترك”، في إطار الطمأنينة والاستقرار، فتربية شبابنا على الانفتاح والإصغاء والتسامح، وعلى الإيثار وقبول الاختلاف والتنوع، تشكل العلاج الناجع ضد “صدام الجهالة”، وشرطا مسبقا لا محيد عنه، للحفاظ على الأمن والسلام في العالم ، وهو ما يقتضي بلورة إستراتيجية مندمجة، تشمل أيضا النهوض بالجانب الاجتماعي والتنموي، إضافة إلى الدور الهام للبعد التربوي والديني، في نشر ثقافة التسامح والاعتدال. والتركيز على دور منظومة التربية والتكوين، كفضاء متميز لتنشئة الأجيال الصاعدة، على قيم التسامح والحوار والانفتاح.


قد يعجبك ايضا